قراءة كتاب مدخل إلى التعليم الديني والدراسات الثقافية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مدخل إلى التعليم الديني والدراسات الثقافية

مدخل إلى التعليم الديني والدراسات الثقافية

مدخل إلى التعليم الديني والدراسات الثقافية في منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا..." موضوع يصبح بالتحديات وهو بحاجة إلى عدة لقاءات وندوات وما لقائنا هذا اليوم إلا بمثابة مدخل إلى المدخل نستعرض فيه بتركيز وعصف ذهني مكثف بعض من مختلف جوانب الموضوع نخصص لها لقاءات و

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (6 votes)
الصفحة رقم: 6
من يتولى تعليم الدين؟
 
يتولى تعليم الدين عند المسلمين في أغلب المدارس في لبنان شيوخ معممون، كما يتولى الكهنة تعليم المسيحية في المدارس المسيحية. ان هذا الواقع في المدارس التي تدرس الإسلام جعل درس الدين درس وعظ وإرشاد. وليس غريباً أن يستأثر معلم الدين في بعض الصفوف المتوسطة والثانوية بالكلام طوال فترة الدرس فيرهق نفسه ويرهق تلامذته في آن معاً.
 
ولئن غلب التلقين والحفظ غيباً على دروس القرآن الكريم وبعض الأحاديث الشريفة فإن هذا الاسلوب ينسحب على سائر مضمون دروس الدين. وفي نظري، أن هذا الاسلوب ناتج عن كون معلم الدين لم يُعَدْ الاعداد التربوي الذي يخضع له معلمو سائر مواد التدريس. بل ان المشرفين على معلمي الدين والموجهين التربويين المعنيين بمادة الدين لم يتلقوا الإعداد اللازم للمهمة التي انتدبوا لها، فإن بدر من بعضهم توجيه لاستغلال المسرح أو الحوار أو الرسم أثناء التعليم، فيكون هذا استثناء نادر.
 
الرقابة والإشراف على تعليم الدين
 
ليس في وزارة التربية في لبنان مشرف أو رقيب أو موجه لتعليم الدين الاسلامي أو المسيحي. ولئن أبدى المسلمون تأييداً للإشراف التربوي الحكومي عموماً، فإن المرجعيات الدينية ترى أي اشراف للدولة على التعليم "تدخّل في ما لا يعنيها". بل إن أحد المسؤولين عن المدارس الكاثوليكية كان يجاهر صراحة لوزير التربية قائلاً: " لا شأن لكم بالتربية والتعليم، هذه مسؤوليتنا نحن (يعني المدارس الخاصة) أما أنت فلا علاقة لك بهذا الموضوع أصلاً". وكان الوزير الذي سمع هذا الكلام في مكتبه في وزارة التربية، وبحضوري، رغم أنه كان هو نفسه مارونياً، يتقبل هذا الكلام بصمت.
 
تتولى دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية الاشراف على تدريس الدين في المدارس الحكومية. غير أن هذا الإشراف يقتصر على توفير المعلمين من المشايخ مقابل رواتب زهيدة جداً. وهذه الرواتب الزهيدة تزيد في شعور المدارس والأساتذة بأن تدريس الدين غير ذي شأن، مادياً على الأقل.
 
أما في المدارس الخاصة فالأمر يختلف بين مدرسة وأخرى. فمن هذه المدارس من أولى التعليم الإسلامي عنايته وخصّه بمشرف على المعلمين ينظم نشاطاتهم، ومن هذه المدارس من اتخذ موقفاً من موضوع الاشراف التربوي على تعليم الدين هو الأقرب للإهمال.

الصفحات