يرمي الكاتب من خلال مجموعته القصصية "حوش الشاي" إلى تخليد الزمان والمكان في مدينة القدس، بسرد أحداث القصص في حارات وأزقة وشوارع البلدة القديمة ,
أنت هنا
قراءة كتاب حوش الشاي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
حوش البسطامي...
في حوش البسطامي بالقدس العتيقة، ما زال بيتي هناك، الطحان، وبسيسو، والأفغاني، والكسواني، والمصري، والكرد، وجودة، والمظفر؛ هذه هي عائلتي الكبيرة، نشأت بينها، صغيرا ويافعا، لم أدرك أنهم فقط جيراني إلا عندما، بلغت سن الخروج من الحي، كنت أخالهم أقاربي من عائلتي، لم يكن بيننا أية حواجز، كنا نتشارك الطعام والدفء والبرد والفرح والحزن، تشاركنا في خندق المواجهة مع الدخيل المحتل، رفعنا رايتنا بألوانها الأربعة، تقاسمت أجسادنا الرصاص والورود، والكرامة...
أنا اليوم أستذكر أم عمر وأم داود وأم علي وأم مصطفى وأم سمير، أستذكر زهير البقال، وأم فيصل وهي تقارع الجنود، وأستذكر عتبات البيوت، والنوافذ التي تطل منها العذارى، وأستذكر حمائم أبي يحيى وأبي جميل، والسماء الزرقاء وقد حجبتها أجنحة طيور اللقلق...
عندما أفقت، هيأت نفسي، لبست أجمل ثيابي، تعطرت، وانطلقتُ إلى حوش البسطامي، أتفقد بقايا حلمي...