يرمي الكاتب من خلال مجموعته القصصية "حوش الشاي" إلى تخليد الزمان والمكان في مدينة القدس، بسرد أحداث القصص في حارات وأزقة وشوارع البلدة القديمة ,
أنت هنا
قراءة كتاب حوش الشاي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
حوش الشاي
في حوش الشاي فتَّحت عينيَّ على ضوء القمر الذي تسلق قلعة داود من جهتها الغربية، وأُشبع أنفي من رائحة فلافل أيوب النتشة، ولسعة الرطوبة المنبعثة من ملابسنا المستوردة من سوق الباشورة، وألفت أذناي صرخات المواليد الجدد على أيدي الست (أُميلا)، قابلة القدس العتيقة، وحلقت حالما مع قصص (شهندة) التركية... ورحلت مع الحمام الزاجل في حزيران.. رحلت وأنا لا أدري معنى الرحيل، رحلت إلى مكان غير بعيد، إلى الطرف الآخر من البلدة العتيقة، إلى حوش البسطامي... هنا في حوش البسطامي عرفت أنه كان لي وطن، واسمه فلسطين، عرفت أنني كنت في حوش الشاي في وطني، واليوم أنا أسكن لاجئا في حوش البسطامي، فقررت العودة ذات صباح إلى وطني في حوش الشاي.. لم أجد وطني، كان قد صار كنيسا يهوديا، وحائطا يهوديا، ومدرسة للإرهابيين يطلقون عليها "عطيرات كوهانيم"، كنت صغيرا، لا أعرف معنى السياسة، والآن أنا لا أعرف السياسة ولا أفهمها، الشيء الوحيد الذي أفهمه، أن لي وطنًا هناك، وأريد العودة إليه، كيف؟ لا أفهم إلا طريقا واحدا... بسيف عمر المختار قاهر الطليان، وبندقية (تشي جيفارا) معجز الأمريكان، وخنجر أدهم حجر مُنهك الفرنسيين...