كتاب "الموجة الجديدة في السينما الفلسطينية" لمؤلفه عنان بركات، يأمل من خلال هذا الكتاب أن يكون تواصل بين أجيال السينما الفلسطينية في جميع أنحاء العالم والانفتاح على السينما العالمية من موقف قوة وإدراك فكري فلسطيني بحت ,
أنت هنا
قراءة كتاب الموجة الجديدة في السينما الفلسطينية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
السينما الفلسطينية المستقلة في فلسطين والمهجر تسلسل زمني
السينما الفلسطينية المستقلة
عام 1980 يحدث التحول الثاني وينشأ "الجيل الثاني للسينما الفلسطينية" في نفس الفترة تقريباً ومن خلال التأثر بالوضع الفلسطيني العام يبقى الفلسطيني في المناطق المحتلة عام 1948 في حيرة دائمة, ونعود إلى عام 1978 حين يبرز بشكل مفاجأ ميشيل خليفي مخرج فلسطيني شاب في التلفزيون البلجيكي ويعد العديد من التقارير التلفزيونية عن الأراضي الفلسطينية المحتلة ولم يذكر بالتأكيد أنة كان هناك توثيق أو نقد ذاتي للأراضي في مناطق ال48 بل كان التركيز على مناطق الضفة والقطاع أكبر, ويبدأ هنا المخرج ميشيل خليفي بدعم وتمويل من عدة جهات كتابة سيناريو لفيلم "الذاكرة الخصبة" الذي دمج أسلوب الوثائقي والدرامي سوياً, وقد كان هذا أول خطأ فادح يرتكبه مخرج فلسطيني يحمل جنسية إسرائيلية ويبدأ مسيرة السينما الفلسطينية المستقلة بعمل سينمائي يختفي من وراء كواليس الدراما.. أو عمل سينمائي درامي يستعين بالمشهد الوثائقي.. هنا وفي عام 1980 يعود إلي الناصرة ليصور فيلم "الذاكرة الخصبة" كما قال في بعض اللقاءات أنة "يصنع سينما فلسطينية جديدة.. مستقلة.. يخاطب فيها إنسان القضية وليس القضية بمطلقها.. وأحد المحاور المركزية لعملة السينمائي والسردي الروائي ذاكرة المكان واعتبره بطلا خفيا في أفلامه". دخل التحول بقوة وبدون تنظير أكاديمي وجدي كما فعل بعض السينمائيين العالميين أمثال جان لوك جودار وزملائه في "موجة السينما الفرنسية الجديدة" بأنهم صنعوا سينما وكتبوا من حولها فأصبحت حركة فكرية متينة أولاً ثم حركة إبداعية سينمائية تحمل قضية.. وهذا الخطأ الثاني الذي فعلة المخرج ميشيل خليفي أنه لم يكتب عن أهمية العمل الفلسطيني السينمائي المستقل الأول مقابل حركة التأريخ الفلسطيني وما حدث مع مجموعة السينمائيين الفلسطينيين في بيروت وتفكك الرؤية السينمائية والسياسية .. يحدث هنا شرخ حقيقي داخل السينما الفلسطينية وبين أفرادها ويتطور الانقطاع حتى يصل إلى الأجيال اللاحقة.. فتُحدث الحركة السينمائية قلقاً فنياً وسياسياً يمتد حتى يومنا هذا وقد انبثقت منه حركة سينمائية برجوازية بلغتها الفنية, وأنثروبولوجية بنظرتها على المكان والإنسان الفلسطيني.. ولا شك أنها ليست مستقلة لأنها لم تتعامل مع التمويل كشيء هامشي وعديم الأهمية فالمخرج الفلسطيني حتى اليوم يريد تصوير فيلمه بأحدث المعدات وبإستيتيكا وجماليات متعالية عن الحد الأدنى وهذا يحدث تناقض مع لغته السينمائية لاحقاً، وتأسس جيل ثاني للسينما الفلسطينية بسرعة كبيرة جداً خلال أقل من عشر سنوات فيستمر المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي بالعمل السينمائي من خلال فيلم "معلول تحتفل بدمارها" عام 1985 وفيلم "عرس الجليل" عام 1987 ويعتبر أول فيلم روائي فلسطيني، وتظهر الشراكة الفعلية في هذه الأعوام مع المنتج والمخرج جورج خليفي الذي سيبرز على مدى الأعوام القادمة كشخص يعمل في الإنتاج, التمثيل, الكتابة, التدريس الأكاديمي, الإخراج ومشاريع سينمائية فلسطينية متنوعة وسينمائية مشتركة مع مؤسسات وجهات خاصة.