أنت هنا

قراءة كتاب بيان الفردوس المحتمل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بيان الفردوس المحتمل

بيان الفردوس المحتمل

كتاب "بيان الفردوس المحتمل" للكاتب الفلسطيني عبد عنبتاوي، الذي يقول في مقدمته: "ليس هذا التمهيد مُجرّد مُقدِّمَة لولوج النصّ، بل جزء عُضويّ منه وفيه، فهو عُنصر حيويّ ومُؤسِّس من مَضمونه وشكله، من معناه ومَبناه..

تقييمك:
4.5
Average: 4.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
لقد كُتِبَتْ هذا الشَّذَرات بِمَدَاد القلق والتشاؤُم العقلي، بَحْثًا عن بَقايا تفاؤُل، لا بروح الجِدال والمُماحَكة، وبرغبةٍ جامِحَة للدَّلالةِ على طريق نحو مُستقبلٍ ما زال مُمْكِنًا، وللإِشارة الى وِجْهَة حياة تتجاوز مُجَرَّد البقاء على قَيْدِها.. فهذه الرسائل، بِما تكْتَنزه، تُمَثِّل قَطيعة وتَواصُلاً في آنٍ واحِد، استئصالاً وتأصيلاً جديدَيْن، وهي نِداء وحافِز لكل مَنْ يحب الحياة ويرغب باستِزادَة نوعية وبمستقبل مختلِف، يكون فيه القول الفَصل لقدَح الفكر المُلْتَزِم بالحياة، لا لكبح الفكر الباحِث عن دُروبٍ للنّجاة..
 
وعليه، فإنّ هذه «المادَّة» لا تحترِم التواضُع، ولا تَصْبو الى الاستعلاء، لكنها ترنو نحو العَلياء، عبر أخاديدٍ فكرية مَسْبوكَة لا تقبل اليَقين ولا يتوارى في سراديبِها المُطْلَق، لا تحترِم الأصنام ولا هي من طبائع العَبيد..
 
إن الفارق بين الكلام والثرثرة كالفارِقِ بين المعنى والعَدَم، فيمكِن ان تقولَ كلامَك دون الوقوع في مَتاهات ما لا يلزَم، من تفاصيلٍ وتَكرارٍ ولَغْو.. والإيجاز لا يعني الإخْتِزال.. من هنا تأتي هذه التأمُّلات موجَزة الى أقْصى الحُدود، إنطلاقًا من: كلما اتَّسَعتْ الفكرة ضاقَتْ العِبارَة، وفي الإيجاز بلاغَة، والإيجاز روح الصَّواب.. وهي ترمي أيضًا الى تحرير الأفكار واللغة من أغلال الموروث والمَحْظور والمقدَّس والترهُّل، وإعادَة إحْياء وتطوير ما غابَ من معانٍ، باتَتْ، لدى الإنسان المُعاصِر وفي دَياجير الرّاهِن، أقرب الى الهَذَيان، بينما تتسَرَّب الى حَياتِهِ كل قِيَم الموت والفَناء والغيبوبَة، اللاهوتيَّة حينًا و»العِلمية» أحيانًا، وتأتيه بِصُوَرٍ عِدَّة وعلى حين غَرَّة..
 
وهذه الرسائل الصاروخيّة، باعتبارِها تأمُّلات ما بعد وجودية، وليست ماوَرائيَّة أو طوباوية، إنما تُحاوِل تجاوُز الأسئلة والتساؤُلات الوجودية، بعد أن وَضَعَتْ أوزارَها، في طريق بحثها عن ماهِيَّة الوجود والموجود، وفي محورها، وتَأسيسًا لها، ماهيَّة الوجود الإنسانيّ الحَيّ..
 
وعليه، لا تقِف الرسائلُ هذه عند حدود مُستوى الموجود، إنما تُحدِّق نحو مَكنونِهِ.. فحين تُشَكِّل الموجودات تجلِّيات الوجود، يغدو الأمر مُرَكّبًا بطبيعة تكوينه، لا بوسائل ولغة تفكيكهِ، ولا بِفَضَاءات تجاوزه، فحَسْب..

الصفحات