كتاب "الأعمال القصصية الكاملة- المجلد الأول" يحوي القصص القصيرة، للكاتب المبدع والمناضل الفلسطيني محمود شقير، حيث يعتبر مالكاتب من كُتاب القصة القصيرة المتميزين كما وصفه القائد الفلسطيني الراحل توفيق زيّاد، أن قصص محمود شقير تمتاز عموماً بحب الناس، وبروح ال
قراءة كتاب الأعمال القصصية الكاملة- المجلد الأول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
أدار ظهره.. رفعت سلّ العنب، وتبعته بعجلة.. صلّت لله في سرّها ألف صلاة.. وكانت ترقص في أعماقها أمنيات منعشة. دلفت عبر بوابة حديدية مهيبة.. وتذكرت مصطبة بيتها والبوابة الخشبية العتيقة. صعدت درجات السلم اللامعة.. انفتح باب البيت الخارجي، اجتازت بهواً واسعاً.. حدّثت نفسها بصوت مسموع (الصلاة على النبي.. هذا قصر).. وعلى جانب البهو، كانت تنتصب أبواب من خشب لامع مرصّع.. انشق باب، وأضيء مصباح كهربائي.. وكانت فوق النوافذ ستائر وردية يانعة.. قالت في ارتباك:
- طيب كان وأنا على الدرج، وزنت العنب.
_ لا .. لا .. أريد أن أضعه في الثلاجة فوراً.
قرفصت بحياء.. وقبضت على الميزان:
- أين أهل الدار؟
ابتسم في خبث:
- ما فيه غيري.. راحوا إلى النزهة.
خافت وسألت بصوت مرتبك:
_ أربعة ارطال يا خيي؟
قرفص أمامها.. مدّ يده كالأفعى صوب صدرها.. وقال بميوعة:
_ أربعة.. خمسة.. ستة، على كيفك.
أبعدت يده بتلطف.. وبدأت تضع العنب في كفة الميزان. قرص فخذها.. جرفها الغضب، ولكنها لم تشأ أن تقطع الحبل بينها وبينه حتى يتمّ بيع العنب.. قالت بصوت يثير المروءة:
- عيب.. أنا مثل اختك.
- أنت متزوجة؟
- نعم.. وعندي طفل اسمه اسماعيل.
- اسماعيل! اللهم صلي على سيدنا اسماعيل.. انت صبية حلوة.
كانت تكوم العنب في كفة الميزان بعجلة:
- أنا فلاحة شقية.. زوجي عامل.. الغبار يملأ ملابسه.
- أعوذ بالله.. أنا احب الفلاحات.. أفخاذ صلبة.. ونهود مثل حب الرمان.
مد يده إلى صدرها.. فأبعدته بعنف.. ويبدو أن غضبهاأنساها العنب: