رواية "المشوهون" رواية كتبها الكاتب توفيق فياض ونشرها عام 1963، وخصص بها احداثا جرت في مدينة الناصرة التي تعد العاصمة الثقافية السياسية والاقتصادية للاراضي الفلسطينية وسكانها الذين بقوا تحت نير الاحتلال.
أنت هنا
قراءة كتاب المشوهون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
إنها رائعة الجمال. شعرت بالاشمئزاز. يخلو صفنا من الطالبات الجميلات إلا سامية.. وكأنهن أردن التعويض عما لم يمنحنه من نعمة الجمال. فاتنة
صغيرة. وددت لو تلتحق بصفنا.
ظهرت في الباب بصحبة أحد المدرسين. أشار بيده ناحية طالبات صفي. تعلق نظري بها. كنت أمضغ عود ثقاب أقتل به رغبتي في إشعال لفافة. شتمت قوانين المدرسة. التدخين محظور على الطلاب.
يستهويني في المرأة شعرها الطويل. رائعة تلك الغديرة العنبرية الممتلئة، تميل عند أسفل جيدها لتنساب بين نهديها النافرين.. فيحتضنانها برفق عجيب.. أنوثة متفتحة.
انضمت إلى طالبات صفي. تعرفت على بعضهن، فرحن يسألن عما إذا كانت ستتم دراستها في مدرستنا. أجابت بالإيجاب، وبأنها ستكون إحدى طالبات صفنا.
شعرت بنوع من الارتياح. الثرثرة جزء لا يتجزأ من النساء. شعرت بالنقمة على سامية لحجبها نوار عني. كنت لا أمل النظر اليها.
صحوت على يد سامي تهزني:
هالو.. ماذا دهاك؟ لماذا تقف كالصنم هكذا؟ هالو.. هل تسمعني، أم أنك قد صممت!؟
التفت اليه. حولت نظري عن ناحيتها. أشاح بيده مشمئزا. بصق. قال وهو يتركني:
أقسم أنك بكمت أيضا، أو أن مسا قد أصابك. وما دمت قد تحولت إلى صنم، فلأبحثن لي عن إنسان أحدثه.
قرع الجرس ثانية. هرع الطلاب يصطفون. جررت نفسي ووقفت في مؤخرة الصف. نظرت اليها وهي تنتظم بين الطالبات إلى جانب الطلاب. شيء من الارتباك يستولي على حركاتها.انتبهت إلى أنها تلحظ على اهتمامي بها توردت وجنتاها. غضضت طرفي باسما. لم تخجل حواء من آدم. خجل النساء كذبة كبيرة. إنه صرخة جنسية. لم أخجل. راحت ترتسم لي على تراب الساحة.
لا أفقه شيئا مما يقوله ناظر المدرسة. كل ما فيها جميل ساحر. رائع أن تحمل بنت المدينة جمالا ريفيا هادئا. رقصة ربيعية دائمة تعمر عينيها لواسعتين، ذوات الأهداب السمر الطويلة. سمرة دافئة تلوح بشرتها، تظللها بمسحة من الأصالة الهادئة ترتاح على وجهها.