كتاب "الأطفال الأوتيستك"، أعد المؤلف هذا الكتاب حتى يكون مرجعاً نظرياً يفيد الآباء والأمهات الذين يعانون من مشقة هائلة للتعرف على طبيعة الحالة التي يعاني منها أطفالهم المصابين بالأوتيزم وحتى يكون ايضاً مرجعاً للباحثين الجدد الاخصائين الراغبين في إعداد التدخ
أنت هنا
قراءة كتاب الأطفال الأوتيستك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
ما هو الأوتيزم ؟
What Is Autism
الأوتيزم كما عرفته الجمعية الأمريكية للأوتيزم Autism Society of America (1960) هو اضطراب أو متلازمة تعرف سلوكيا وأن المظاهر الأساسية له لا بد أن تظهر قبل بلوغ الطفل 30 شهرا من العمر، وهو اضطراب في سرعة النمو وكذلك اضطرابا في الانتماء للآخرين، وهو اضطراب تتجلى أعراضه في:
- ضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي.
- ضعف التفاعل الاجتماعي.
- ضعف النمو الحسي.
أما جمعية الأوتيزم الوطنية National Autistic Society (1962) في بريطانيا فقد عرفت الأوتيزم على أنه صعوبة نمائية تؤثر على طريقة تواصل وانتماء الطفل إلى الأشخاص من حوله، وتتبدى هذه الصعوبة في مجالات ثلاث هي:
- التفاعل الاجتماعي.
- التواصل الاجتماعي.
- القدرة على التخيل.
هذا وقد أشار إبراهيم مدكور (1975) إلى أن الأوتيزم هو أسلوب من الخبرة والتفكير والحياة النفسية يحل فيه الواقع النفسي محل الواقع المادي، وتقوم فيه المشاعر الوجدانية والحاجات الفردية مقام الوقائع المادية والصلات الواقعية المنطقية. بينما وصف عبدالمنعم الحفني (1978) الأوتيزم على أنه الانشغال بالذات أكثر من الانشغال بالعالم الخارجي، فهو حركة العملية المعرفية في اتجاه إشباع الحاجة، وعرفه احمد بدوي (1982) على أنه نوع من التفكير يتميز بالاتجاهات الذاتية التي تتعارض مع الواقع والاستغراق في التخيلات بما يشبع الرغبات التي لم تتحقق.
وربما بنيت التعريفات السابقة على رؤية " برونو بيتيلهيم " Bruno Bettleheim (1960) الذي أشار في نهاية الستينيات إلى أن الأوتيزم ما هو إلا انعكاس لتلك الحالة الفظة التي يعيشها الطفل مع أمه والمتمثلة في حرمانه من الحب والحنو فيغرق في تخيلاته هروبا من يأسها واحباطاتها محاولا إشباع ما كان يصبو إليه. وعرف هوبسون ورفاقه Hobson et al. (1986) الأوتيزم على أنه اضطراب انفعالي يتمخض عنه اضطرابات وصعوبات في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين.
ووصف عادل الأشول (1987) الأوتيزم باعتباره اضطرابا سلوكيا يتمثل في عدم القدرة على التواصل. ويبدأ هذا الاضطراب أثناء مرحلة الطفولة المبكرة، وفيه يتصف الطفل بالكلام عديم المعنى وينسحب داخل ذاته وليس لديه اهتمام بالأفراد الآخرين. وأشار جابر عبدالحميد وعلاء كفافي (1988) إلى أن لفظ Autism يعني انسحاب الفرد من الواقع الموضوعي إلى عالم خاص من الخيالات والأفكار وفي الحالات المتطرفة توهمات وهلوسات.
بينما اتفق لويس وفولكمار Lewis & Volkmar (1990) على أن الأوتيزم ما هو إلا اضطراب ارتقائي (نمائي) معالمه الأساسية تتبدى في الانحراف الواضح في النمو اللغوي والاجتماعي، عادة ما يكون مصحوبا بسلوك نمطي ورغبة في المداومة على الأعمال الروتينية. أضف لذلك ارتباطه بدرجة ما بالتخلف العقلي.