كتاب "الأطفال الأوتيستك"، أعد المؤلف هذا الكتاب حتى يكون مرجعاً نظرياً يفيد الآباء والأمهات الذين يعانون من مشقة هائلة للتعرف على طبيعة الحالة التي يعاني منها أطفالهم المصابين بالأوتيزم وحتى يكون ايضاً مرجعاً للباحثين الجدد الاخصائين الراغبين في إعداد التدخ
أنت هنا
قراءة كتاب الأطفال الأوتيستك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
ثانياً : الإعاقة الغامضة والإعاقة الصارمة والإعاقة المحيرة كلها كلمات بادئة لتعريف الأوتيزم. أضف لذلك استخدام الباحثين عدة ألفاظ من الممكن أن تقع على متصل واحد، فمنهم من وصف الأوتيزم بأنه يؤثر على أداء الفرد، ومنهم من استخدم لفظ يعيق أداء الفرد، وآخرون فضلوا استخدام وصف الانحراف عن الطبيعي، وهذا يقود إلى نقطة هامة وهي: أن النظرة إلى طبيعة الأوتيزم لابد وان تكون بعيده عن الدائرة المغلقة، بمعنى انه ينبغي أن ينظر إلى الأوتيزم على أنه متصل له درجات، فلا تنبغي أن تكون النظرة إلى الأوتيزم نظرة سوداوية متشائمة، ولا نظرة بيضاء متفائلة.
ثالثاً : اتفقت معظم التعريفات السابقة على أن الأوتيزم يعرف في ضوء نواتجه، بمعنى أن الأعراض السلوكية الناتجة عنه هي السبيل الوحيد في الحكم عليه، وإن تباينت هذه الأعراض إلا أنها تطوف في رحاب محاور ثلاثة هي :
- الإعاقة في العلاقات الاجتماعية.
- الإعاقة في التواصل الاجتماعي.
- الإعاقة في التخيل الاجتماعي.
ومما سبق يمكن القول أن الأوتيزم اضطراب في قوانين النمو الإنساني، يؤثر على مهام النمو ومعاييره المتباينة من مرحلة لأخرى ومن شخص لأخر، فيؤدي بالفرد إلى الثبات النسبي عند مستوى معين من النمو الاجتماعي والانفعالي والنفسي، وتنعكس أثاره على أداء الفرد الداخلي (المعرفي والوجداني) والخارجي ( السلوكي )، وتتجلى أعراضه في المراحل الأولى من النمو، وتتباين أثاره باختلاف مدى هذا الخلل في قوانين النمو، كما أنه يعد من أصعب اضطرابات النمو لما له من تأثير ليس فقط على الفرد المصاب به وإنما أيضاً على الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه، وتعد التدخلات العلاجية والتدريبية هي السبيل الأساسي للحد من آثار هذا الاضطراب وخصوصاً إذا كانت عملية التشخيص والتدخل العلاجي تتم بشكل مبكر ومن قبل متخصص.
والأوتيزم هو حشد وتزاحم لكم هائل من الأعراض والسمات والخصائص، فطفل الأوتيزم طفل منعزل، قليل القلق كثير الانسحاب عن المجتمع، يفضل العزلة وممارسة الأنشطة الذاتية عن المشاركة الفعالة مع أقرانه من نفس سنه، إنه طفل يكرس ( بضم الياء ) كل طاقاته على ذاته الداخلية، يمتلك إتقان ومهارة غير عادية تجاه الحقائق والأشكال المرسومة، وبسبب هؤلاء الأطفال وسماتهم، فالأوتيزم عند كثير من الباحثين والمنظرين ليس صعوبة ولا إعاقة، ولكنه على الأرجح طريقة مختلفة للنظر والتفكير في هذا العالم، ولكنه ليس عادة يكون كذلك خصوصاً إذا صاحبه اضطرابات أخرى.