أنت هنا

قراءة كتاب يحدث تحت سماء تشرين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
يحدث تحت سماء تشرين

يحدث تحت سماء تشرين

كتاب "يحدث تحت سماء تشرين"، في هذه المجموعة القصصية تذهب رانية إلى التحرش بكثير من القضايا السياسية، التي يبدو بعضها حساسا أو مسكوتا عنه، سواء فيما يتعلق بالحراك الشعبي في الأردن والأقطار العربية الأخرى، أو فيما يتعلق بالفساد والإصلاح، مدينة النهج المضلل ال

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 8
هل هدها تعب الانتظار؟
كان عليها أن تنتظره عشرين دقيقة فقط، لكنها بدت وكأنها دهر، فكرت طويلاً >كيف سنلتقي في مثل هذه اللحظة، ماذا علينا أن نقول؟<·
بدأ المئات يحتشدون أمام السفارة، ومع ذلك كانت على يقين بأنهما لن يتوها وسط الزحام، فالدنيا لن تتركهما بعد اليوم·
تسللت يده وخطفت يدها التي تجتاحها البرودة، التفتت نحوه بشوق، وهمست:
- كأننا لم نلتق منذ زمن؟
- صحيح، أن آخر لقاء كان قبل يومين، لكننا سافرنا اليوم مراحل للأمام·
شعرت بأنفاسه وهي تقترب منها أكثر، وهمس:
- اشتقت لك·
كانت تنظر إليه، وهو يردد شعارات النصر مع الشباب، وتفكر >وكأني أخشى أن تفترق يدي عن يده؟<·· وابتسمت عندما تنبهت أنها كانت دائما هي التي تهرب من كفيه كلما رغب بضم كفيها، ثمة شيء كبير تغير اليوم، إنها تتشبث به ولا تخشى الناس·
في هذه الأثناء، دفعها مرور شاب - يحمل العلم المصري من جانبها بسرعة متجها نحو عمارة مقابلة لهم - لأن تقترب منه، نظر لها بود وأتاح المجال كي تقترب منه أكثر، كانت تشعر بإحساس مختلف ينمو بينهما اليوم، غرقا في هذه اللحظة، بينما كان يشكل صخب الناس وفرحهم بنصر المصريين على النظام خلفية لشغفهما·
لم ينتشلهما من هذه اللحظة، إلا ارتفاع وتيرة الصخب أكثر، عندما صفق الناس لعلم مصر وهو يرفرف من شرفة الطابق الثالث، فما كان منها إلا أن اتكأت برأسها على ذراعه·
التفت نحوها بسرعة، أراد أن يحذرها؛ فهما ليسا بمفردهما، لكن نبض قلبه ألزمه الصمت، فبقي ثابتاً محافظاً على ثبات ذراعه، حتى لا تُقلق حركته رأسها المنهك·
 
14 آذار 2011

الصفحات