رواية "حورية الماء وبناتها"، هذا العمل هو الكتاب الأربعون في سلسلة الأعمال الشعرية والروائية التي أصدرها سليم بركات طيلة حياته الإبداعية التي بدأها قبل أكثر من أربعين عاماً ومازال مستمراً في هذا العطاء. رواية ‘حورية الماء وبناتها’، ‘رحلة في سفينة سياحية.
قراءة كتاب حورية الماء وبناتها
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
.اسمٌ مثير.، قال الرجل الذي يرافق المرأةَ الأكبر سنًّا· .هذه أمي سِيْدَارو.
نزلت الفتاة الصغيرة ببصرها إلى ترس الرجل المثلث في يده اليمنى، ذي الرسم المتقن تفصيلاً من جسدٍ آدميٍّ مغطىً وَبَراً، برأس ثور· نقلت بصرها إلى الرسم النافر لرأس ثور في درعها الدَّرَقةِ الدائري:
- مَنْ ابنُ مَن؟ الثور على ترسك أمِ الثورُ على ترسي؟·
.هما أخوان.، ردَّ الرَّجل متصنِّعاً الفطنةَ· أضاف: .أنا رسَّامٌ· مخلوقيَ هذا من رسْمي· اسمي بارُو· الرسم على ترس أمي من صُنعي، أيضاً.، أشار إلى ترس أمه المغطى برسم بوَّابةِ كهفٍ في صخرٍ أسود·
.بارو.، همست آتيما الاسمَ تُخْضِعُ حروفَه حِفْظاً· أغلقت فمَها، وترنَّمت بصوتٍ محتبِس·
تقدَّم بعضُ الثُّلة من الرسام وأمه· جاوروهما· .ماذا هنا؟.، تساءل أحدهم·
.هذه الفتاة الجميلة، المثيرة الاسم، آتيما، ياهِيْز.، ردَّ الرسام ذو القبعة المخمل، السوداء، المضلَّعةِ الأحفَّة·
لمستِ الفتاةُ الصغيرة آتيما سلَّةَ سيدار، أمِّ الرسام:
- أسمعُ خشخشةً· أتحملينَ هرَّةً؟·
أسندت سيدارو حافة ترسها المستطيل السفلى إلى أرض السفينة، واتكأت على حافته العليا بمعصمها· .افتح الغطاء، يا ابني بارو.، قالت للرسام، فعمد الرجل الأسود العينين، الطويل في بنطالٍ واسع، وقميص حتى الركبتين، إلى حَلِّ الرباطِ القماش عن غطاء السلَّة المكعَّبة· رفع الغطاء بأناةٍ· قرَّبت سيدارو السلة من بصر آتيما· تراجعت الفتاةُ برأسها مُجفلةً بلا ذعر، ثم عادت فحدَّقت إلى جوف السلة:
- ماذا هنا؟·
.أطفالي.، ردَّت سيدارو، ذات البشرة على سُمرةٍ من عافية الشمس·
رفعت آتيما وجهها إلى وجه المرأة الطويلة· تنشَّقت نَفَساً من غليونها:
- أطفالك لايشبهون ابنَك، ولايشبهونك·
.سيشبهوننا ذات يوم.، ردَّت سيدارو· التفتت إلى ابنها ذي الأنف العريض المنخرين:
- هلاَّ أمسكتَ بترسي لحظةً؟
.لا.، ردَّ ابنها كأنما ينأى بنفسه عن فعلٍ مذموم·
.سأُري هذه الفتاةَ واحداً من أطفالي، عن قربٍ فتلمَسَه.، قالت سيدارو عاتبةً، فردَّ ابنُها متطلِّعاً إلى وجه الفتاة المستدير، الممتلئ كجسمها:
- ضعي غليونَك بين أسنانك، وتحسَّسي بيدك أحدَ أطفال أمي، يا آتيما·