تدور أحداث رواية "أمنية بين الموت"، بين ثلاث مدن هي حلب ودبي ولوس أنجيلوس، في أجواء غريبة من السحر والخيال، الذي يجعلك مشدوهاً ومدهوشاً، حتى آخر كلمة فيها.
أنت هنا
قراءة كتاب أمنية قبل الموت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
ياسمين
استلقت مدينة حلب الوادعة الهانئة في إحدى ليالي أكتوبر الصافية، فوق هضبتها ونامت باستغراق شديد، فغفت عيون بساتينها الخضراء، وحل الهدوء في أوردة أنهارها وشرايينها، وانسدل شعر ليلها الطويل فوق كل المدينة، ليُعلِن نهاية يوم طال انتظاره·
وبالرغم من كون غدها ذاك عطلة رسمية لكل البلاد ومشارفها، ورغبتها هي شخصياً في النوم طويلاً حتى علو شمس نهارها بعد يوم طويل من العمل والتّجهيز، إلا أنها استيقظت باكراً جداً·
فقد ارتفعت أصوات التكبير والتهليل في مساجدها العتيقة بتناغم لا يحدث إلا مرتين كل عام، وأقبل إليها الناس، رجالاً ونساءً، أطفالاً وشيوخاً، في منظر بديع·· وكلما امتزجت أصوات المؤذنين بعبارات .الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، الله أكبر، الله أكبر···.، كلما اختشعت نفوس البشر، وامتلأت فرحاً وحبوراً·
في بيت صغير بالمدينة، لم يشارك أهله تلك الفرحة، إلا بإنصاتهم لما يصل أسماعهم من تلك الجلبة المحبّبة···· كانوا مشغولين بأمر آخر جلل·· فالزوجة، في حال مخاض متعسّر، تهلل وتكبّر، علّ الله يُيسّر لها هذا الألم الذي لا يشابهه ألم·· والزوج، الذي طال انتظاره للولد، إلى أن ملّه الانتظار نفسه، كان في حال يرثى له من القلق والكدر، يبتهل بدعاء السلامة· حتى الخروف الذي أعدّ للأضحية، ذلك العيد، كان في حالة غضب شديد، أهاجه طلوع النهار، في بيت غير بيته، جعله ينطح كل مكان في البيت امتدت له المسافة التي استطاعها حبله المربوط بأحد أعمدة فناء الدار، فكان على استعداد أن يحطم البيت لو استطاع ليعود فقط إلى حظيرته·