أنت هنا

قراءة كتاب مجنون ساحة الحرية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مجنون ساحة الحرية

مجنون ساحة الحرية

"مجنون ساحة الحرية" مجموعة قصصية تتألف من 14 قصة رشحت لجائزة القصّة والرواية الأجنبية في صحيفة الإندبندت عام 2010، وجائزة مزانك أو كنوز العالمية عام 2010؛ يمثل حسن بلاسم - قاصاً وشاعراً، وكاتب سيناريو - تياراً متميزاً في الأدب العربي، ذلك أن (واقعية) بلاسم

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
 كان عزائي وسلوتي· كنت أفكر طوال تلك الأشهر العصيبة بما قاله الأستاذ عن صديقه المهندس داود· ما الذي كان يعنيه بأن العالم موصول بعضه ببعض· وأين قدرة الله ومشيئته في مثل هذه الأمور ؟ شربنا الشاي في باب المستشفى عندما قال الأستاذ: حين كان صديقي داود يقود سيارة العائلة في شوارع بغداد، كان هنالك شاعر عراقي يكتب في لندن مقالاً نارياً في مديح المقاومة وعلى طاولته، زجاجة ويسكي تعينه على قسوة القلب· ولأن العالم موصول بعضه ببعض: بالأحاسيس، والكلمات، والكوابيس، وبواسطة شرايين سرية أخرى، فقد خرج من مقال الشاعر ثلاثة رجال ملثمين، وأوقفوا سيارة العائلة· قتلوا داود وزوجته وطفله وأباه· أما الأم فكانت بانتظارهم في البيت· أم داود لا تعرف الشاعر العراقي ولا الرجال الملثمين· أم داود تعرف طبخ السمك الذي كان ينتظرهم· نام الشاعر من شدة السكر فوق الكنبة في لندن· بينما برد سمك أم داود، وغابت الشمس في بغداد·
 
فتح باب الغرفة الخشبي، ودخل شاب طويل شاحب الوجه، يحمل وجبة الفطور· ابتسم لي وهو يضع الطعام أمامي· ترددت أول الأمر بما يمكنني قوله أو فعله· ارتميت عند قدميه وتوسلت باكياً (أنا أب لثلاثة أطفال··· أنا رجل متدين، وأخشى الله···لا علاقة لي بالسياسة ولا بالمذاهب··· الله يستر عليكم··· أنا مجرد سائق سيارة إسعاف··· قبل السقوط··· وبعد السقوط··· أقسم بالله ونبيه الكريم) وضع الشاب إصبعه على شفتيه، وخرج منصرفاً· لقد شعرت أن نهايتي قد حلت· شربت قدح الشاي وقمت للصلاة عسى أن يغفر الله لي ذنوبي· في السجدة الثانية شعرت بطبقة من الجليد تكتسح جسدي، وكدت أطلق صرخة جزع، غير أن الشاب فتح الباب· كان يحمل جهاز إضاءة صغير محمول على مسند، وبرفقته صبي يحمل الكلاشنكوف· وقف المراهق إلى جانبي، وهو يصوب السلاح إلى رأسي، ولم يتحرك بعد ذلك من مكانه· دخل رجل بدين في الأربعين من العمر· لم يلتفت لي· علق على الحائط لافتة قماش سوداء كتبت فيها آية قرآنية تحث المسلمين على الجهاد· ثم دخل شخص آخر ملثم يحمل  كاميرا فيديو وجهاز كمبيوتر صغير· دخل بعد ذلك صبي وهو يحمل طاولة خشبية صغيرة· داعبه الرجل الملثم عاركاً أنفه وشكره، ثم وضع جهاز الكمبيوتر على الطاولة، وانشغل بتثبيت كاميراته بمواجهة اللافتة السوداء· جرب الشاب النحيل تشغيل جهاز الإضاءة ثلاث مرات ثم انصرف·
 
صاح الرجل البدين: أبو جهاد··· أبو جهاد· 

الصفحات