بدا الطريق القصير بين بيته والمسجد، كأنما هو ميل طويل، مر بمركز الشرطة، استعرض في كل خطوة مئات الصور والأصوات والأيام، الألم يعتصره، تذكر كل شيء عن الطفلة ...
أنت هنا
قراءة كتاب جبل السبع البنات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
شعر أسعد أن الغرفة المهجورة المعزولة ستكون مسكناً مناسباً ليعيش فيه بمفرده بعد عودته من جدة، إلى أن يدبر أموره· طلب من أخته السماح له بذلك· وافقت فبدأ منذ يومين في تنظيفها·
قالت له وهما يرتشفان فنجانين من الشاي في عصر أحد الأيام:
- الحمد لله أنك رجعت إلى بلدك·
- يا رب لك الحمد والشكر·
- ماذا تريد أن تفعل؟
- أعود إلى الصنعة·
- صدق من قال: صنعة في اليد أمان من الفقر·
- نعم·
- لكن الحجاج لم يعودوا بالكثرة السابقة·
- كيف عرفتِ هذا؟
- لم يعد يأتينا المطوفون لاستئجار الغرف، كما كانوا يفعلون في السابق·
- في الحقيقة، الكساد يعم معظم الأشياء إن لم يكن كلها·
- ربنا، إن شاء الله، يحسّن الأحوال· هو اسمه الكريم·
- قولي لي، لماذا لا تلحقي ابنك يوسف بدار الأيتام ليخفف عليك من المصاريف، وفي الوقت نفسه ينفع نفسه، ويتعلم في مدرستها·
- وأتركه يعيش بمفرده هناك؟
- لن يعيش وحده· سيكون له زملاء في مثل سنه· وسوف يتوفر له الأكل الجيد، والملبس النظيف، فماذا تريدين أفضل من ذلك؟