بدا الطريق القصير بين بيته والمسجد، كأنما هو ميل طويل، مر بمركز الشرطة، استعرض في كل خطوة مئات الصور والأصوات والأيام، الألم يعتصره، تذكر كل شيء عن الطفلة ...
قراءة كتاب جبل السبع البنات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
شيء من صنع يدك
كان شيخاً بهيَّ الطلعة من علماء الدين باليمن· كلما جاء إلى الحج أو مرّ في طريقه بمنطقة عسير، تأتي برقية من الجهات العليا، بتسهيل مروره وبحسن معاملته ووفادته· حُكيتْ عنه كثير من القصص والأساطير· اعتبره معظم الناس وليّاً من أولياء الله الصالحين ذوي الكرامات والوصول·
يروى أنه دخل مرّة على أحد الموظفين ذوي المراتب الصغيرة ليعقّب على معاملة له عنده· نهره الموظف وطرده دون أن يستمع إلى طلبه مشيراً بسبابته إلى خارج الغرفة وقائلاً له: إمشْ·
فردّ عليه الشيخ: لا مشيت·
شُلّ الموظف في مكانه، ولم يمش بعدها أبداً·
كان الضابط أسعد أفندي يجلُّ الشيخ كثيراً ويحسن معاملته· ليس لأنه ينفّذ التعليمات والأوامر العليا فقط، ولكنه يشعر بمحبة خاصة للرجل في نفسه، وبجاذبية جارفة نحوه· والأرواح تتجاذب وتتنافر دونما معرفة الإنسان للأسباب ودونما تفسير·
في آخر مرة التقاه فيها، دعاه إلى الغداء في منزله· قَبِل الشيخ الدعوة بعد إلحاح شديد، مع وعد أسعد أفندي بأن لا يتأخر الغداء حتى لا يعيق ذلك زيارة الشيخ لأقاربه في المنطقة·
عندما فرغ المجلس من زملاء العمل من الضباط والموظفين الذين حضروا الغداء، قال الشيخ: كرّمك الله يا أسعد أفندي· وأشكرك أن أوفيت أيضاً بوعدك باستعجال الغداء·
- الله يحيّيك يا شيخ· لقد شرفتنا بمجيئك·
- أحسن الله إليك· منذ متى وأنت بعيد عن مكة؟
- هذه هي السنة الرابعة·