رواية "أصوات مراكش" أقرب إلى معمار موسيقي شديد الرهافة والدقة والجبروت في آن معاً. ونحن على امتداد صفحاته نجد أنفسنا حيال ثلاث حركات متمايزة ومتناغمة تجسِّد روح العمل.
أنت هنا
قراءة كتاب اصوات مراكش
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
كرر الكهل قوله· كان لصوته وقع خشن، كحد سكين بليد·
- أيتناول الناس الكثير من لحوم الإبل هنا إذن؟
طرحت عليه السؤال، محاولاً أن أخفي بأسئلة تتناول الوقائع العادية مدى صدمتي·
- يتناولون مقادير هائلة!
- ماذا يشبه طعمه؟ لم يسبق لي تذوقه·
- لم تتناول لحم الإبل من قبل؟
ندت عنه ضحكة واهنة، تبعث على السخرية، كرر قوله:
- لم تتناول لحم الإبل من قبل؟
بدا جلياً أنه يعتقد أننا لا نتناول شيئاً إلا لحم الإبل، امتلأ تيهاً بنفسه، كما لو كنا نتناول ذلك اللحم بدعوة منه، قال:
- لحمها طيب جداً·
- كم يبلغ ثمن البعير؟
- يختلف الأمر كثيراً بحسب البعير، فيتراوح الثمن بين ثلاثين ألف فرنك إلى سبعين ألفاً هناك··· بمقدوري أن أريك، عليك أن تلم بما أنت إزاءه·
مضى بنا إلى ناقة صهباء، بديعة الجمال، مسها بعصاه، التي لاحظتها الآن للمرة الأولى، قال:
- هذه ناقة جيدة، يبلغ ثمنها سبعين ألف فرنك، ومالكها يرتحل عليها بنفسه، وبمقدوره أن يمضي في استخدامها راحلة لسنوات طويلة، لكنه آثر بيعها، فبمقدوره كما هو واضح، أن يبتاع بالنقود راحلتين·
بدا ذلك واضحاً لنا، تساءلت:
- أأنت من جولميم··· هل أقبلت مع القافلة؟
نفى ذلك، ببعض الضيق، قال متباهياً:
- إنني من مراكش، أشتري الدواب، وأبيعها للجزارين·