رواية "الأمريكان في بيتي" للكاتب والقاص العراقي نزار عبد الستار، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر؛ تدور أحداثها حول صحافي ينتمي إلى منظمة سرية عراقية كانت أسست في منتصف القرن الثامن عشر، للقيام بأعمال خيرية وبدعم من الآباء الدومينيكان، إلا أن المن
أنت هنا
قراءة كتاب الامريكان في بيتي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
سألتها:
ـ هل صعدت إلى الأعلى؟·
أجابت وهي تصب الشاي لنفسها:
ـ لم يفعلوا الشيء الكثير· هل رأيت الحمّام؟·
سارعتُ إلى إخبارها أنهم مزقوا البنطلون الجديد بسكين وتجاهلت سؤالها·
ـ سجله في قائمة الأضرار· هذه المرة يجب أن تجعلهم يدفعوا لنا· عليك أن تعد قائمة بخسائرنا ولا تهمل شيئا·إذا كانوا لا يخجلون من استخدام ملابسك الداخلية في تنظيف أحذيتهم فعليك أنت أيضا ألا تخجل من تغريمهم أثمانها·
أكدت لها بأنني سأفعل ذلك، واستغربت اللامبالاة الأمريكية أمام الأضرار التي يحدثونها والمبالغ الضخمة التي ينفقونها كتعويضات· قالت بأنه جيش مسرف، وأظهرت مكرا وهي تبالغ بتحريك فكها·
سألتها وأنا أدفع باتجاهها كوب غورباتشوف:
ـ هل تريدين الذهاب إلى بيت أهلك؟·
ـ سأذهب لنقل أغراضنا·
في العادة هي تتوتر متى ما رأتني وديعا ومتعاونا· قلت دون أن أنظر إليها:
ـ يبدو أنك سمعت ما قلناه أنا وحسن·
حافظت على استقامة ظهرها وثبات رأسها وقالت:
ـ خفت أن تتشاجرا، فبقيت قريبة، وهذا الأمر لا علاقة له بكما، فأنا أخاف على بيتي·
ـ مادمنا سنطبق نظام التعويضات فليس هناك حاجة لنقل أي شيء إلى بيت أهلك·
أعلمتها بخط سيري وتقديراتي حول الوقت الذي احتاجه لإتمام عملي· لم يشجعها هذا على انتقاد سلوكي مع أخيها؛ فقلت واصفا فترة الصباح بأنها مقدمة كئيبة ليوم مزدحم بالانفجارات، والقتلى، والأخبار الحزينة· وأن من يريد أن يحدثني بشيء مهم عليه أن يختار موعد بدء حظر التجوال المسائي لأنه الوقت الذي يخف فيه تشاؤمي·