قراءة كتاب حياة اسبينوزا - من الطائفة إلى الدولة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حياة اسبينوزا - من الطائفة إلى الدولة

حياة اسبينوزا - من الطائفة إلى الدولة

كتاب أو رواية (حياة اسبينوزا - من الطائفة إلى الدولة)؛ يقول عنه الكاتب د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
 تاجر أمستردام:
 
 في الفترة ما بين 1649-1654 شرع سبينوزا في مزاولة التجارة في شركة أبيه، حيث أبدى كفاءة ملحوظة، فشكلت نشاطاته التجارية ملاذاً تحرر بواسطتها من ضغوطات طائفته الدينية وملاحقاتها، كما تعرف من خلالها على المجتمع التجاري اللبرالي الهولندي المنفتح على العالم الخارجي، فطور في المرحلة نفسها علاقات وصداقات مع نخبة من المسيحيين غير الأرثوذكسيين، وخصوصاً منهم أعضاء حلقة المجمعيين، الذين كانوا يعتبرون مسيحيين بلا كنيسة كناية عن تحررهم من الطقوس الدينية الصارمة، وكذلك جماعة المنونيين الذين كانوا قد انتظموا حول أفكار القس الهولندي سيمون مينو منذ انشقاقه على الكنيسة الكاثوليكية سنة 1536. وكان أعضاء طائفة المنونيين معروفين بالبساطة في أداء الشعائر الدينية ونبذ العنف كوسيلة للتعريف بأفكارهم التحررية، إضافة إلى اهتمامهم بمستجدات العلوم والفلسفة الجديدة، التي كان رائدها الأول آنذاك هو العالم الفيلسوف الفرنسي روني ديكارت(8). زاد تعاطف سبينوزا مع المجمعيين والمنونيين، الذين كانوا محط ارتياب وموضع اضطهاد من طرف الأوساط والهيئات المسيحية الأرثوذكسية، من شكوك ونقمة أعضاء الطائفة اليهودية، الذين بدأوا يجدون في سلوك باروخ سبينوزا مدعاة للقلق ليس فقط في الإيمان وإنما، بشكل أخص، على صورة الطائفة وسمعتها ومصالحها في المجتمع الهولندي، لا سيما وأن معظم أعيان هذه الطائفة كانوا موالين سياسياً لحكم آل أرانج الملكي، وذوي أسهم في شركات تجارة الهند الشرقية. يسجل الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز في كتابه سبينوزا أن هذه الاعتبارات السياسية والدوافع الاقتصادية، ضمن عوامل أخرى، هي التي كانت من وراء إصدار قرارات الفصل من الطائفة، ليس فقط ضد الفيلسوف سبينوزا وحده، إنما كذلك ضد معلمه مناسى بن إسرائيل، الذي مورست عليه عقوبة الحرم لمدة وجيزة (عام 1640) لانتقاده تصرفات شركة الهند الشرقية، وذلك رغم مكانته العلمية وحظوته في أوساط الجالية اليهودية.(9) لا يستبعد الكاتب كليفر أن يكون سبينوزا قد ارتاد حلقات الدرس، التي كانت تنظمها نخبة من المفكرين المتحررين في شكل مجمعات علمية وفلسفية، ويرجح أن يكون الفيلسوف الشاب قد تعرف في رحابها على أعمال ديكارت، التي كانت متوافرة في طبعات متعددة في هولندا منذ سنة 1637، مشكلة بذلك مادة علمية مثيرة للجدل والنظر الفلسفي في مختلف الأوساط الأكاديمية واللاهوتية، التي تلقتها بدرجات متفاوتة من الترحاب والرفض على حد سواء. ومن خلال هذه الأوساط يبدو أن الفيلسوف أخذ يدرك أهمية ونجاعة اللغة 

الصفحات