هذا الكتاب "تاريخ ومحطات - سيرة ذاتية تؤرخ لكلية الطب العراقية" لمؤلفه د.
أنت هنا
قراءة كتاب تاريخ ومحطات - سيرة ذاتية تؤرخ لكلية الطب العراقية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

تاريخ ومحطات - سيرة ذاتية تؤرخ لكلية الطب العراقية
الصفحة رقم: 1
المقدمة
كلية الطب، صرح ثابت ومؤثر من صروح نهضة العراق الحديث، بل هو عنوانها·
لقد سبق تشييدها ونشأتها نقاش حار وحوار طويل بين محبذ وآخر نابذ للفكرة·
ومن الواجب، بادئ ذي بدء، أن أذكر بأن كلية الطب بدأت من الصفر، أي إنها لم تتطور على أنقاض كلية سابقة، سوى تمنيات وأضغاث أحلام بعض الأطباء من عراقيين وأجانب·
لقد حقق هؤلاء الرجال، وعلى رأسهم والحق يجب أن يقال، طبيب بريطاني وهو هاري سندرسن، الذي استطاع بتأثيره الواسع على الأوساط الحكومية، بالموافقة على إنشاء الكلية، والتي استندت على عمودين جبارين عظيمين هما الأستاذ الدكتور هاشم الوتري والأستاذ الدكتور صائب شوكت، اللذان يعود لهما الفضل الأكبر بالحفاظ عليها ورعايتها، مع جمع من الفضلاء لصد عاديات الدهر، وعلى شبابها الدائم الذي مكنها من ولادة كليات أخرى عديدة·
لقد وثق تاريخ كلية الطب مرتين : الأولى، بجهود عميدها السابق الأستاذ الدكتور هاشم الوتري ومعاونه الدكتور معمر خالد الشابندر في كتابهما الموسوم تاريخ الطب في العراق مع نشوء وارتقاء الكلية الطبية العراقية المنشور عام 1939، والمرة الثانية بقلم الأستاذ الدكتور سالم الدملوجي، والمنشور عام 2001، وهو أحد خريجي الكلية نفسها النجباء، وحري به أن يوثقها وهو خير شاهد عيان على تطورها وارتقائها، وكان دافعه الرئيسي إلى هذا التوثيق هو جهل طلاب كلية الطب بتاريخ كليتهم، ومراحل تقدمها والتطورات التي جرت على مناهج وأساليب التدريس· وإن عرف طلاب كلية الطب شيئاً عنها، فإن معلوماتهم كانت سطحية أو قليلة جداً، وتكاد تكون معدومة عن الرجال الرواد المؤسسين، وهذه تعدّ خسارة تاريخية عظمى لمثل هذا الصرح العلمي الرائع الذي يجب أن نفخر به على مر الأعوام·
ألح علي وأمعن في الإلحاح، جمع من الأصدقاء على كتابة مسيرة الكلية الطبية العراقية وتاريخها وذكرياتي عنها، لتسجيل أحداث العقود من الزمن التي شهدتها والتي مرت بجيلي، ومنعتني بعض العوامل المهمة؛ ومنها أني لم أشهد سني نشأتها وبنائها فقد دخلتها وهي في شرخ شبابها، ومنعني كذلك عامل آخر، وهو أن الأستاذ الدكتور سالم الدملوجي قد أوفى جميع المتطلبات ووعد بأنه سيسجل فترة الدراسة من 1940-1946؛ وقد نفذها وأصدر كتاباً ضافياً عنها، ووعد بأنه سيوثق بكتاب ثان يوضح المرحلة التي كان فيها معيداً ومدرساً في كلية الطب 1946-1956، ثم القسم الثالث وهي الفترة التي أصبح بها أستاذاً كاملاً، وكان لفترة فيها رئيساً لقسم الطب الباطني (1965-1979)، وكنت ومازلت بانتظار إصدار الجزئين، ولكن رحيله غير المتوقع قد أجهض ولادة الجزئين الأخيرين، رحم الله الأستاذ سالم الدملوجي·