المجموعة القصصية "بكاء عمي"؛ للكاتب السعودي إبراهيم محمد النملة؛ نقرأ منها:
ركض عمي خلف سنيّ شبابي يبحث عن مخرج لسني مشيبه، وتوهّم المخرج في شبابي!
قراءة كتاب بكاء عمي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

بكاء عمي
الصفحة رقم: 7
- 5 -
قالت لي جدتي في ضحى صيف عابر حينما ارتشفت معها قهوتها:ـ
- لقد حلمتُ أن أبوك قد جاءني بالحلم ووقف عند الباب، رفض أن يدخل وكأنه ينتظر مجيء أحد قلت له:ـ
- أدخل لماذا تقف عند الباب هكذا؟!!!···
لمحني بطرف عينه وقال:ـ
- لا أنا أنتظر أخوتي···
انتهى حلمي يا بني وأنتظر في قدوم الأيام موت أحد إخواته···
فلم يصدق حلمي وعاشوا أعمامك سبعة عشر سنة من بعد حلمي···
ليست كل الأحلام صادقة يا بني··· والموت بطبيعة الحال لا ينتظر صدق حلمي!!!···
مع كل رشفة من فنجان القهوة كنت أسمع لحديث جدتي التي كانت تقول لي:ـ
- الموت قادميا بني، لا يعيقه سوى الخالق الباري، سنرحل كلنا وتبقى أعمالنا سندأ لنا في الدنيا والآخرة···
أنتصف الضحى ودخلت جدتي داخل الدار وبقيت أنا أقلب أوجه أعمامي أمام خيالي!!!···
خرجت من دارنا ووجدت الموت في صحف اليوم يحي كل حكاياته في صفحات العزاء وأبتسم قبل أن أركب سيارتي حينما طرق ببالي أن هناك أجساداً تغادرنا وأجساد أخرى تأكل من مغادرة تلك الأجساد، أنها الحياة أعيشها كما هي على صدى حكايات جدتي الكثيرة!!!···
راحت جدتي وراحت كل حكاياتها··· لا أخفي سراً إذا قلت أن في حكايات جدتي صورة حقيقة لوجودي بالحياة كنت ألجأ إليها حينما تقف الحياة في وجهي وكنت أجد في حديثها الذي دائماً تصيغه على شكل أمثلة وحكايات مفرجاً لقدوم يوم جديد···
فهل للحياة الآن وقفة أخرى معى بعدما ماتت جدتي؟!!!