قراءة كتاب ذاكرة الطين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذاكرة الطين

ذاكرة الطين

كتاب "ذاكرة الطين" - قراءة في دلالات النصّ السياسيّ والثقافيّ في العراق؛ هو إصدار فكري جديد، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر للعام 2013،  و إصداره هذا يقرأ تاريخ وحاضر العراق في جميع المراحل التي وصفت بأنها دموية وقد خلفت حزنًا تاريخيًا لا انقطاع له في ا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
كتابة تقفز على الأرصفة
 
هذه الكتابة لي!
 
لكن، هل يكتب إنسان لنفسِه؟
 
نعم، حين يكون في وادٍ عميقٍ من الأسئلة!
 
الأسئلة البعيدة عن السطحية والجواب الجاهز على طاولة العمى··
 
أسئلة المستقبل الذي قد يأتي ـ لا بد يأتي ـ بعيدا عن صور الذاكرة السوداء··
 
لابد لثقافة السلام، وإرادة الحياة، لكي لا نبقى مقيمين في الماضي··
 
لابد للحداثة أن تأخذ طريقها إلى الأجيال·· حداثة المواطَنَة··
 
ولابد للتاريخ أن يبقى تاريخا دون أن يتحول إلى خرافة تلد الحروب والكراهية··
 
بركانٌ من التناقض انفجر فجأة، ونوافذُ مغلقة فتحتها رياحُ التغيير·· فأصبح العراقي تحت مرمى سهام الوصف المُغرِض، أصبح محتاجا إلى وصف آخر لكي يكتمل تعريفه أمام الآخر، ذلك الذي يرفض أن يسمّي العراقي باسمه المجرد، ما لم يضف إليه ما يعكس فرزه وتوصيفه الضيق··
 
أراجع ذاكرة الطين، تلك التي لها أسماء أخرى، الحب حد الجنون، والشعر حد البكاء·· الفضاء حد الجنائن المعلقة، والأرض حد المقابر الجماعية! والمنابر حد إعلان الحروب، وأيضا الأنبياء، والقتلة، وكل متناقضات التاريخ بكامل فصوله الخرافية، التي قد لا يصدقها شخص عادي!
 
وطنٌ! يراه الحطاب غابة ً من حطب، ويراه اللصوص منجما من ذهب! ويراه أبناؤه الفقراء حلما بعيد المنال، ويراه الطغاةُ ملكية خاصة··! هذا الوطن الذي نسي أن يلتفت قليلا إلى معناه، فنسي المستقبل، وبقي هائما يبحث عن لغة تعيد له فصاحته التي سقطت على طرق الموت الممتدة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا! الوطن الذي لم يتعب من الموت، ولم يرتوِ من أنهار الدم الجارية بين البيوت والقرى والمدن والأزمنة! الوطن الذي حين يسافر أبناؤه يحملون في حقائبهم المسلة والثور المجنح والمئذنة الملوية والقباب الزرق وحفنة طين من (يا دجلة الخير) حتى لا يستطيع أحدهم الحركة لفرط ثقل هذه الحمولة الحزينة!
 
هل نحتمل كل هذه العناوين التي تكبر وتكبر في كل مرحلة حتى لا طاقة لنا بها؟ إنها عناوين بلا حدود، كأن القيامة حدثت في هذه البقعة من الأرض كتمرين كوني للقيامة الكبرى!

الصفحات