رواية "كهوف هايدراهوداهوس"؛ لا إسقاطات من الأساطير في نص هذه الرواية. لا إعادة صوغٍ لإنشاء أسطوري. هي ائتلاف من مكوّن السرد الحكائي والمحاروة في مسرح المأسوة القديم، تديره كائنات أسطورية من أمة السنتور، في محالة لتصويب الواقع بإعادته إلى خياله.
أنت هنا
قراءة كتاب كهوف هايدراهوداهوس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
أُوْرسِيْنْ
ماالموتُ؟، أيتها الهوداهوس أنستوميس، قال الأمير ثيوني فور دخول حاكمة فيفلافيذي، ذات الحدوات الفضة السميكة، إلى المجلس الدائري، المؤثث بوسائد مستطيلة كبيرة من حول نافورة الماء، حيث انتقل الأمير والأعيان بعد إفطارهم·
أنت تجفلُها، يازوجي الهوداهوس الأمير· سؤال كهذا يتعيَّنُ نقشُهُ، بهدوءٍ، قالت الأميرةُ أنيكساميدا بتوبيخٍ خفيفٍ· حَمْحَمتْ·
الموتُ صاخبٌ، يازوجتي الهوداهوس أنيكساميدا، فلماذا لايكون سؤالي صاخباً؟، وتطلَّع إلى أنستوميس· ابتسم: تُشغِلُكِ الصورُ النبيلةُ ياحاكمة فيفلافيذي، وأنا يشغلني مايُشغِلُ الصورَ
تدحرجَ صوتٌ عابثٌ في أرجاء المجلس الدائري· وقف المهرِّج خَانْيِاسْ على قائمتيه الخلفيتين فَجَلجَلَ الجرسُ المتدلي من عنقه على صدره الأبيض في رقعة جلده البنيِّ: أنا أعرف الموت
أَجفلْتَنا، قال الأمير ساخطاً· أما من أحد، في هايدراهوداهوس، يخنق هذا المعتوهَ بيديه؟ أما من أحدٍ يذبحُه بحدوتِه لا بخنجره؟
بلى، قال المهرج· وسلَّ خنجريه اللذين ينتهيان بنصلين مكسوريْن: أنا سأقتل نفسي عشر مرات، من الآن وحتى تعود الإبتسامة إليك، ثم ركع على ركبتَيْ قائمتيه الأماميتين، وفتح ذراعيه على وسْعِمها: أنا ميت، أيها الهواداهوس الأمير· أتحاسبُ ميتاً؟ جفَّ جسدي، في وقت غابرٍ لم أعد أتذكَّره· جفَّ كثمرةٍ· انفلقتِ الثمرةُ الجافةُ فسقطتْ منها بزرةُ الحياة في غمامةٍ صغيرةٍ تائهة· نبتتِ البزرةُ من رطوبة الغمامة· ولدتُ تائهاً· أنا لستُ أنا· أنا ثغرةٌ في الوجود تركها الذي كنتَ ستحاسبه، أيها الهوداهوس الأمير· أتحاسب من هو ليسَ هو؟ سَنَّ الخنجريْن أحدَهما بالآخر كجزَّارٍ: الآن سأقول لك ماهو الموتُ، لأنني أعرفه
بحقِّ اللونِ ـ الإلهِ سأشويك، ذات يوم، ياخانياس، على نار هادئة من شَعْر أذيال الهوداهوس، بدءاً بذيل كاهن الطواحين كِيْدرُوْمي· ستكون طعامَ نبلائي وخاصَّتي، هؤلاء، لقمةً لقمةً، قال الأمير، فصدر صهيلٌ من أفواه الجالسين استنكاراً مستفظعيْنَ: ستقتلنا، أيها الهوداهوس الأمير، تمتموا بلسانٍ واحد·
ألم تشبعوا من أكل الطير؟ لانأكل من اللحم إلاَّ الطير· من أَلْهَمَ سلالةَ الهوداهوس هذا الإختزال؟، قال الأمير مُحَمْحِماً·
الشَّكلُ، قال كاهن الطواحين· أردفَ: لانأكل مايقف على أكثر من ساقيْن· لانأكل أشباهَنا
طعامُكَ الفراشاتُ، أيها الهوداهوس الكاهن· أعرف ذلك· كم جيلاً تريد أن تعاشر؟ أما تضجر؟ واحتدمَ قليلاً· مدَّ عنقَه ليرى الصفَّ الثاني من الجالسِيْنَ، أَبْعَدَ من الحلقة حول النافورة: أوْقِفي إرضاعَ ابنتك، أيتها الهوداهوس سَالُوْنيا، زوجةَ أخي أََكْسِيانُوس· كلما جلستِ هناك أرضعتِ ابنتكِ· أنحن مضجرون إلى هذا الحدِّ؟، قال، فأعادتِ الأنثى الجالسةُ قرب عمودٍ ثديَها إلى مكمنه تحت أطواق الخرز الكثيفة، النازلة من عنقها حتى أسفل ثدييها· حَمْحَمتْ حَمْحَمةً خافتةً فيها اعتذارٌ ما·