رواية " العريضة " للكاتبة القطرية نورة آل سعد؛ و نقرأ من اجواء الرواية : هل بإمكان حادث طارىء وعابر أن يجردها من حياتها ؟
قراءة كتاب العريضة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
لم يغمض لها جفن تلك الليلة· ولحسن حظها عاد (بو سالم) إلى البيت متأخراً وخرج باكراً·
دلفت المقر الرئيسي لاسكوتلنديارد وهي لا تصدق ما يحدث لها، وسارت نحو سيدة عجوز تجلس وراء مكتب صغير وهمست عائشة بإنجليزية ركيكة: استدعاء! اتصلوا بي أمس·
قبل أن تجيبها المرأة اقترب منها رجل من الخلف وسألها عن اسمها، ثم طلب منها بحزم أن تجلس قليلا وتنتظر·
لم يطل انتظارها ولكنها أحسته دهراً، ثم ظهر شخص ببزة رسمية مرتبة وطلب منها أن تتبعه، ودلفت إلى حجرة انتظار أخرى مليئة بالنساء، قابلتها وجوه وسحنات مختلفة، سمراوات وحنطاويات، بعضهن بملابس عصرية وبعضهن بأزياء مزركشة من بلاد آسيوية وافريقية، وجلست على مقربة منهن، لاحظت عندما أمعنت النظر أن هناك اطفالا يلهون بجوار أمهاتهن، وكان الحديث يتطاير متقطعا حول مخالفات إقامة وهجرة غير شرعية، وكذلك عن وصفات وأزياء وسلع رخيصة ومستعملة وصبغات شعر، وكلمات هامسة يتبعها قهقهات عالية·
دخلت امرأة بحلة مدنية ولكن رسمية، وطلبت منها أن تتبعها، وارتقتا درجا ومرقتا في ممر على جوانبه أبواب مغلقة، ثم توقفت المرأة وأشارت إليها أن تنتظر، ودلفت إلى الداخل ثم خرجت وفتحت لها الباب لتدخل وغادرت·
كان أمامها ضابط وراء المكتب، بدا شاباً صغيراً يقف إلى جانبه شخص يرتدي بذلة وينظر من النافذة من دون أن يلتفت اليها· وهناك شخص ثالث حيّاها وأخبرها بأنه المترجم·
- تفضلي يا سيدتي·
- لماذا أنا هنا ؟
قالتها عائشة بعصبية وقلة صبر·
- هل تعرفين السيد عبد الرضا؟
- من ؟
وقدم إليها المحقق صورة تجمعها هي وميثة مع سميح عبد الرضا في ذلك المقهى· شحبت عائشة وغامت عيناها، التفتت إلى المترجم:
- كيف ؟ ماذا ؟ ما الذي يحدث ؟
كان التقاط صورة تجمعها بسميح عبد الرضا، برجل غريب، التقته مصادفة، غير أنها تبادلت معه بضع كلمات، كان ذلك دليلاً مادياً على جريمة (لم يتحقق لها أهم الأركان؛ النية على ارتكابها) بيد أنه دليل ثابت على كل حال!
التفت الرجل الآخر ودعا المرأة الضابطة إلى الدخول وحضور التحقيق، كانت مبادرة لتلطيف الجو وتهدئة روع المستجوبة؛ فقد أرادوا أن يُشعروا عائشة بأنهم يراعون شعورها الشرقي·