أنت هنا

قراءة كتاب ذاكرة المستقبل - مقابسات الشارقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذاكرة المستقبل - مقابسات الشارقة

ذاكرة المستقبل - مقابسات الشارقة

"ذاكرة المستقبل.. مقابسات الشارقة" للقاص والروائي العراقي جمعة اللامي، تضمن الكتاب الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عدة فصول حملت عناوين مثل: «كتاب الرئيس»، «كتاب أبو الفنون»، «كتاب أم الكتاب»، «كتاب..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
طريق الرئيس
 
ليس شيء ألذّ ولا أسرّ من عزّ الأمر والنهي،
 
ومن الظفر بالأعداء،
 
ومن تقليد المنن أعناق الرجال،
 
لأن هذه الأمور نصيب الروح،
 
وحظ الذهن، وقسمة الذهن
 
(الجاحظ)
 
عتب عليّ مواطن عربي، قال: أراك تتحدث حول السياسة والرياسة بلغة القرن الثالث الهجري، بينما نحن في ذيل عالم وبداية قرن يقفز عالياً، وعالياً جداً، ليبني ثقافة جديدة في الرياسة والسياسة والحكم
 
ثم قال: ثم، ما لنا والساسانيين؟ إنهم في زمان ونحن في زمان آخر، ومن الخير أن نتكلم في البرلمان، والتمثيل النسبي، والرأي والرأي الآخر، وتحرير المرأة، وتأمين حقوق الطفل، ومجانية التعليم والصحة·· وهكذا·· وهكذا، وغير هذا أيضاً
 
الحق مع هذا المواطن العربي، فهو يرى الأمور من زاويته، وأراها من زاويته، ومن زاوية محمد، ومن زاوية الوليد وعمر وجريس ونيقولا وصالح وابن جلول وفاطمة وهند ومليكة·
 
ثم إن الكتابة رسالة، وأخذ وردّ، وها أنت ترى ـ يا صديقي ـ أننا، أنت وأنا، نطير بجناحين، لا بجناح واحد فأنت تنشئ العناوين، وأنا أعود إلى حِكمِ الأمم والشعوب، وإلى عاداتها وتقاليدها، وحُكّامها، فأنقل من أمهات الكتب العِظة، مثلما أنقل الكفر أيضاً· وناقل الكفر ليس بكافر· والمقصود هنا العبرة ولو قادتنا إلى العَبْرة، أو ذكر أردشير ملك الفرس، أو نيرون الروماني·
 
ولقد مللنا الحديث عن التفرد العربي والاستقواء العربي، بالأجنبي، لأنه حديث مشاع ومباشر، ولكن تعالَ نجرب خطاباً آخر فنقول: من أخلاق الملوك حب التفرد· وكان أردشير إذا وضع التاج على رأسه لم يضع أحد على رأسه قضيب ريحان، وإذا لبس حلة لم يُرَ على أحد مثلها، وإذا تختّم بخاتم كان حراماً على أهل المملكة أن يتختموا بمثله
 
هذه فضيحة عربية بجلاجل، كما يقول إخوتنا المصريون، لأن بيننا من بزّ أردشير في تبذيره وهو يظن أنه مُسْرف· ويوجد بيننا من الوعاظ من لا يعلّم الناس الفرق بين التبذير والإسراف·
 
والمبذرون إخوان الشيطان·
 
وفي قطب آخر من المعادلة نجد النقيض: كتب عمر بن الخطاب إلى معاوية: أنْ الْزَم الحق، يُنْزِلْكَ الحق في منازل أهل الحقّ، يوم لا يُقضى إلاّ بالحق
 
وجاء في أخبار الرياسة العربية - الإسلامية، أن أول كتاب كتبه علي بن أبي طالب في خلافته، جاء فيه: أما بعد، فإنما أهلكَ من كان قبلكم، أنهم منعوا الحق حتى اشْتُرِيَ، وبسطوا الباطل حتى اُقْتُدِيَ
 
وهذا هو الفرق الجليّ بين الرئيس الذي يأتي إليه الكرسي ليكون بعض تجليات أخلاقه ورياسته، والرئيس الذي يكون أصغر من الكرسي، فيكبر الكرسي، ويتضخم، حتى ليغدو الرئيس بعضاً من الكرسي·
 
الأول، يقصد الحق، والثاني يقصد الكرسي فقط· وقالت العرب: مَنْ قَصَدَ إلى الحق اتسعت له المذاهب حُجة، ومَنْ تعداه ضاق به أمره، وما هلك امرؤ عرف قدره
 
وأكْرمْ برئيس يقصده رجل في حاجة، فيقول للقاصد قبل أن ينطق هذا القاصد بكلمة واحدة: أنت عندي، لقد قُضي الأمر
 
إمارة الشارقة
 
13/1/2006

الصفحات