أنت هنا

قراءة كتاب ذاكرة المستقبل - مقابسات الشارقة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذاكرة المستقبل - مقابسات الشارقة

ذاكرة المستقبل - مقابسات الشارقة

"ذاكرة المستقبل.. مقابسات الشارقة" للقاص والروائي العراقي جمعة اللامي، تضمن الكتاب الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت عدة فصول حملت عناوين مثل: «كتاب الرئيس»، «كتاب أبو الفنون»، «كتاب أم الكتاب»، «كتاب..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
الرئيس والثقافة
 
ليس لي أن أرجو من قوادي أن يفهموني·
 
ولكني أستطيع أن أطلب منهم الخضوع لي،
 
وتنفيذ أوامري
 
(هتلر)
 
الرئيس المقصود هنا، هو رب العائلة، ورئيس القسم، والمحافظ، والوالي، ورئيس أي دولة أيضاً·
 
أما الثقافة المعنية، أو مبحث هذا اليوم، فهي معرفة الرجال وتقديرهم، واختيارهم للمهمات المستعجلة والقصيرة الأمد، بعدما تدفعهم إلى الحلقة الأولى من الإدارة، آليات بناء الدولة وتطويرها، حسب الظرف والزمان·
 
وفي نهاية زمن حكم بني أمية، وبداية حكم العباسيين، كتب عبدالله بن المقفع، الفارسي الكسروي الذي تعرب بالبصرة في منزل أحد العراقيين القدامى، في الأدب الصغير والأدب الكبير: اعلمْ، أن الزمان الرجال· والرجال هنا المواقف الصحيحة في الزمان الصحيح والمكان الصحيح·
 
وهذه لا يقولها إلا مثقف بصير خبر السلطة عن قرب ووراثة، وعرف مغانمها وأهوالها، ثم قتل تلك القتلة الشنيعة، لأنه لم يعرف أن أنوف الرجال قد تصيب منه مقتلاً·
 
وكان أحد أبناء بني العباس طويل الأنف· فشنَّع به ابن المقفع، فحفظها له العباسي، حتى ظفر به وقتله، كما تعرفون·
 
وهنا سقطة المثقف الذي لا يفارق السلطة·
 
وهنا أيضاً سقطة هتلر·
 
كان هتلر لا يشعر بأن قواده العسكريين يحترمون آراءه العسكرية· ومعهم الحق في هذا، لأنه رجل رسام، وصحافي فاشل· ولكنه كان يقول لهم: إن آرائي أرفع من أن تدركوها، لأن نظركم قصير عن بلوغها· وفهمكم مغلق دونها· واعلموا جيداً أنني أريد أن أطاع
 
يعني، لا أحد يناقشني أبداً، فأنا الكل في الكل· أنا الكل، والكل أنا·
 
ألقى هتلر محاضرة على قواد جيشه في 22 إبريل/نيسان 1939 قبل الحملة على بولونيا قال فيها: عليّ وحدي الاعتماد كل الاعتماد· وبكياني مرتبط كيان الرايخ (···) ولذا فإن وجودي عنصر أساسي من الأهمية بمكان
 
وقال في محاضرة ثانية سبقت غزوه لفرنسا، وكأن الدنيا طوع بنانه: لما تقلدت زمام الحكم سنة 1933، كان أمامي طريق طويل من النضال المضني· وترتب عليّ إعادة تنظيم جهاز ألمانيا بكامله من الشعب إلى الجيش
 
هكذا، إذاً، أيها الفوهرر···!!
 
ماذا يفيد الناس إذا كان هتلر أو حتى ذلك الممسوس موسوليني ـ وهو روائي أيضاً ـ رساماً وصحافياً، ولكنه لا يريد أن يعرف أن العدل أساس الملك، وأن كبير القوم خادمهم، وأن العقل حجة إلهية للإنسان، مطلق إنسان، وحجة عليه أيضاً·
 
وقبل ذلك وبعده، فإن رأس الحكمة مخافة الله· وهذه هي الثقافة الحقيقية·
 
يقول الماجدي: نعم·
 
إمارة الشارقة
 
3/6/2009

الصفحات