يعد هذا الكتاب مرجعاً مهماً في مجال الدراسات الأدبية والنقدية فهو يستقرئ جهود الفلاسفة والنقاد في حقل النظريات الأدبية منذ ما قبل الميلاد وحتى العقود الأخيرة من القرن العشرين، ويعالج حدود التماس بين الأدب-فن الأدب وبين الفنون والعلوم الأخرى، فينظر إلى العلا
أنت هنا
قراءة كتاب في نظرية الأدب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مقدمة الطبعة الرابعة
دفعتني بواعث عديدة إلى إعادة نشر هذا الكتاب، وفضلاً عن أسباب مهمة من مثل: ضرورة معاودة النظر، وضرورة التطوير والإضافة، أود أن أشير إلى سبب موضوعي آخر، وهو أن كتاب في نظرية الأدب قد لقي ترحيباً من قبل الأساتذة والنقاد والباحثين تجاوز الأقوال الشفهية المشجعة أو المكتوبة، إذ تم اعتماده في التدريس في أكثر من ثلاثين جامعة عربية في مغرب الوطن العربي ومشرقه، وهو أمر ولد في نفسي مزيجاً من الإحساس بالسعادة والمسؤولية معاً· فقد سعدت حقاً بأن يقوم بتدريسه أساتذة ونقاد عرب لهم شأنهم وحضورهم· ولولا الخشية من الإطالة لذكرت أسماءهم واحداً واحداً، ولهذا - أيضاً- أود أن أشكرهم مجتمعين، فصنيعهم هذا منحني المزيد من الثقة، ودفعني إلى معاودة النظر، وتصحيح بعض الأخطاء الطباعية، وسدّ بعض الثغرات المنهجية·
ولم أكتف بهذا فقد شعرت بضرورة إضافة ثلاثة محاور هي: النظرية الطبيعية الأدب والتاريخ، ومصطلحات النظريات الأدبية وتحول النسق الثقافي، وهي محاور تتمم محاور الكتاب، كما قد توضح - ولا سيما محور المصطلحات - بعض قضايا الكتاب ومفاهيمه· وتبع هذا إضافة العديد من المصادر والمراجع العربية والأجنبية الحديثة لمزيد من القراءة، وإضافة عدد من النصوص الأساسية التي من شأنها مواكبة التطورات والتحولات في حقل النظرية التي شهدتها العقود الأخيرة من القرن العشرين·
ولا أود تكرار ما ورد بمقدمة الطبعة الأولى - وقد كتبت قبل ربع قرن- لكني أود أن أؤكد بأن هذا الكتاب يهدف - أساساً - إلى تقديم معرفة علمية إلى طلبة الأدب والنقد وعموم الباحثين والمختصين، وهي معرفة منضبطة إذ تتم باستقراء النصوص الأصلية، وبيان سياقها وأبعادها الثقافية والفلسفية، وما تجسده من رؤية للأدب والنقد واللغة والتاريخ والإنسان والعالم· ولهذا حاولت عرض القضايا واستنباط المفاهيم ومناقشة المواقف وإبراز السياق، بهدف ترسيخ مفهوم علمي للأدب، يمكن أن يسهم في رفد ثقافتنا بمعرفة منهجية منظمة لنسق تكويني مهم من أنساق الثقافة العربية المعاصرة·
أ· د· شكري عزيز الماضي
أستاذ نظرية الأدب والنقد المعاصر بعدة جامعات عربية