"نساء عند خط الاستواء"؛ مجموعة قصصية سعودية تم منعها؛ نقرأ منها: تنهدت بعمق، تذكرت أوجاعها، تمرغت ثانية في أوحال همومها، نظرت لساعة يدها، ما زال هناك متسع من الوقت لحين رجوع طفليها من المدرسة، شعرت بالضجر، لبست عباءتها، لم تكن تدري أين تذهب، شعور بالقرف وال
أنت هنا
قراءة كتاب نساء عند خط الاستواء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
أتريد إقناعي أن كل الإبداعات الخالدة، كانت نتيجة تجارب مجنونة؟!
معظمها، خاصة الإبداعات العالمية· لقد نجح الغربيون في القفز فوق سياج التقاليد، والعادات البالية· ثاروا على كل شيء في سبيل تذوق الحرية
لكن الحرية ليست سيفًا نرفعه في وجه قيمنا ومبادئنا· أداة نذبح بها معتقداتنا· الحرية في رأيي هي تمسكنا بقضايا تحترم إنسانيتنا
أتعرفين· لقد اكتشفت أنك لست أديبة فقط، بل وفيلسوفة أيضًا· صغيرتي من الواضح أنك لم تتذوقي شيئًا من متع الحياة· حرري نفسك من سجن العيب والحرام· اجعليني الأداة التي تحطمين بها خوفك وترددك· تعلّمي أن تغتنمي الفرص· تابعي ما يهم الناس، ويشغل بالهم، ويلفت انتباههم لتُسيطري عليهم، حتى لو كنتِ غير مؤمنة بقضاياهم وآرائهم· الحياة مركب فلا تجدّفي عكس التيار
اقترب منها، حاول أن يمسك يديها، سحبتهما، شبّكت أناملها بعضها ببعض عند ركبتيها· لم تعلّق على حديثه، أصابها خرس عقد لسانها، كانت تود أن تصرخ فيه، أن تقول له: أنت أكبر مخادع·كاذب· ما تقوله بين دفات كتبك شيء، وما تضمره شيء آخر· تُرى كم من الناس مخدوعون فيك؟؟ كم من الأفراد مؤمنون بحروفك النارية؟؟ ويعتبرون فلسفتك في الحياة نبراسًا لهم؟؟
اكتفت بالنظر صوبه باحتقار، ملأها شعور بالخيبة منه، مدت يدها بلا تفكير، أمسكت كتابه الذي أهداه إليها، سقطت عيناها على عنوان الكتاب الطريق إلى الحرية، أطلقت زفرة عميقة، ناولته إياه، قائلة بحزم آسفة· لا أريد ممارسة هذا الجنون قامت من مكانها، أصلحت الوشاح على رأسها، أولته ظهرها، اتّسعت حدقتا عينيه، لاحقها بعينيه الشبقتين، ثقب بوقاحة نظراته، استدارة عجزها الملفوف، نفث دخان سيكارته، متمتمًا ساذجة· جاهلة بأصول فن اللعب