أنت هنا

قراءة كتاب الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها  دراســة تحليليــة

الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تقييمك:
4
Average: 4 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
2. الإسلام دين العقل والفكر والعلم
 
إن المستعرض لآيات القران الكريم وأحاديث رسوله الكريم (ص) يجدها ثَرَّى بنَبْذ جمود العقل والاكتفاء بمحاكاة وتقليد الآباء أو الزعماء .. وبالمقابل الحض على استعمال العقل وإعمال الفكر والتفكير .. والحث على العلم من خلال إبراز فضل العلماء من جهة … ومن خلال النظر في الكون وملاحظة ظواهره ومكوناته للوصول إلى الإيمان بإله واحد خلق كل شيء .. وإليه يعود أمر كل شيء .
 
ففي نَبذه لجمود العقل وتقليد الآباء يقول عز وجل في سورة البقرة في وصف رد المشركين على دعوتهم إلى الهداية: "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا" .. وفي سورة الزخرف يصف سبحانه وتعالى صَّم آذان المشركين عن كل حوار عقلي معهم وإصرارهم على الكفر والشرك : " وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون، قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون " (سورة الزخرف 14،13) .
 
ويبرز القران الكريم فضل العلماء على غيرهم في سورة البقرة : " هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" … وفي نفس السورة : " ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، وما يذّكر إلا أولو الألباب".
 
وها هو الرسول الكريم (ص) يحث على العلم ويجعله فريضة كغيره من الفرائض .. ولا يعفي منها النساء ... ليصبح أول من طبق مبدأ المساواة بين الذكر والأنثى .. ولم يكتفِ بالمناداة به فقط كما يفعل معظم المتشدّقين بالمطالبة بحقوق المرأة .. فهو (ص) يقول : " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة " .. كما ويعطي صلوات الله عليه العالِم أفضلية على الشهيد : " يُؤتى بمدادِ طالب العلم ودمِ الشهداء يوم القيامة، فيرجح مداد العلماء " .
 
أمام حث القرآن الكريم للمسلم على دراسة الكون وملاحظة ظواهره ومكوناته للوصول إلى الحق والحقيقة… ومن ثم إلى الإيمان الحق بالخالق الواحد وبسائر ما جاء به المصطفى (ص) فقد جاء في سورة البقرة : " إن في خلق السماوات والأرض، واختلاف الليل والنهار ، والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس، وما انزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبثَّ فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخّر بين والأرض لآيات لقوم يعقلون " .
 
ثم انظر إلى خواتم كثير من الآيات القرآنية مثل : " لعلكم تعقلون " … " لعلكم تذكّرون " … " لعلكم تهتدون " .. " لقوم يتفكرون " .. " لقوم يعلمون " … " لقوم يعقلون " … فهل ترى بعد كل هذا كلاماً أكثر وضوحاً في الحث على استخدام العقل وإعمال الفكر والتفكير فيما حولك ؟ .. أو هل ترى كلاماً أكثر احتراماً وإجلالاً للعلماء .. وحثاً على طلب العلم والاشتغال به… وأخيراً وليس آخراً ألم يكن هذا هو الذي جعل العلماء المسلمين هم المعلمون لعلماء أوروبا والعالم الغربي بعد محاربة كنيستهم لكل أوجه العلم والمعرفة التي وصلت في كثير من الأحيان إلى حرق بعض علمائهم!.

الصفحات