"شبابيك الغزالة " - هو الإنتاج الأدبي الثالث للكاتبة الفلسطينية د. سهير أبو عقصة داوود وهو عبارة عن مجموعة قصص ترو ي للقارىء ولأول مرة تفاصيل عاشها ألإنسان الفلسطيني مرحلة من مراحل خسارة الوطن داخل الخط الأخضر..
أنت هنا
قراءة كتاب شبابيك الغزالة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
جذور واوي
عائلتنا مجهولة الحسب والنسب وليس لها جذور معروفة· حتى ستي التي أنجبت رقماً قياسياً من الأولاد لا تعرف مصدر عائلتنا· إشاعات تقول أن أصلنا من جبل لبنان، إشاعات أخرى من سواحل سوريا وأخطر الإشاعات كانت أننا فلسطينيون "قح" ولكن لجد يهودي من صفد، والدليل على ذلك أنف جدي الكبير الذي ورثه عنه جميع أولاده وبناته· وأمي تقول إن الله قد استجاب لدعواتها حين كانت تضيء الشموع في كل حمل راجية من الله ألا يرث أبناؤها هذا الأنف في حين كانت جدتي تعتقد أن أمي تدعو الله أن يرزقها البنين حتى ترفع رأس عائلتنا بالذكور، وهكذا تستطيع أن ترد على الوشوشات التي تسمعها كلما مرت بالحارة عن فقر العائلة بقولها: بيت رجال ولا بيت مال·
أبي عيد هو رقم 11 في طابور تتخربش بهم ستي وبأسمائهم وعددهم·
وعائلتنا، التي لم يمن الله عليها بالجاه والمال والأرض والخير، اضطرت أبي إلى العمل في كل أنواع الأعمال الشاقة؛ وهكذا بـ طقطوقة من هنا و "طقطوقة"من هنالك مشي الحال ولم نمت من الجوع على الرغم من أننا ذقنا طعمه أحياناً·
أما لماذا سمّاه جدي"عيد"فلأنه ولد يوم عيد البربارة، وكانت ستي تسلق القمح حين "أجاها الطلق"ومن يومها وللقمح مكانة مميزة في حياتنا، حتى أن أمي فكرت أن تسميني عند ولادتي "قمحة"رغبة منها في في اكتساب بعض ود عائلة أبي، ولكن أبي نهرها:
- من أي دِست بتجيبي هاالأفكار؟
وردت أمي بعنادها الذي ورثته سريعاً عن عائلة أبي المشهورة بالعند عن تياسة:
- مالو اسم قمحة؟ مثل زهرة مثل ياسمين·
ويزمجر بها أبي:
- قمحة مثل شعيرة مثل حصيرة· تصير مدعسة للرايح والجاي·
وأمي لا تتنازل:
- ولماذا لا تقول إن القمح يجيب الخير ويفتحها علينا وعليــك ؟