أنت هنا

قراءة كتاب شبابيك الغزالة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شبابيك الغزالة

شبابيك الغزالة

"شبابيك الغزالة " - هو الإنتاج الأدبي الثالث للكاتبة الفلسطينية د. سهير أبو عقصة داوود وهو عبارة عن مجموعة قصص ترو ي للقارىء ولأول مرة تفاصيل عاشها ألإنسان الفلسطيني مرحلة من مراحل خسارة الوطن داخل الخط الأخضر..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
ويطفر أبي حين يفهم إلى أين تتجه أمي بالحديث، ويتمتم ببضع كلمات هي في أساسها شتائم للعيشة الصعبة·
 
وهكذا استقر رأي أبي وسمّاني غزالة·
 
قال:
 
- غزالة تسابق الريح وتقفز فوق الزمن ويكون لها شأن كبير بين العرب·
 
وأبي تزوج أمي عن حب·
 
وقد وعدها، ضمن وعوده الكثيرة، أن يشتري داراً في أعلى نقطة في جبل الكرمل في حيفا، حتى تكحل عينيها الجميلتين بأجمل بقعة في فلسطين·
 
وصدقت أمي وعده·
 
حين عرفته وأحبته كانت الحرب الكبيرة على الأبواب· وحين تزوجته كان أبي قد انضم إلى جيش اليهود ولبس ملابس الجيش الكاكية التي بهرت عقل أمي الصغير·
 
بين ليلة وضحاها تغير اسم الوطن و تغيّرت معه مهنة أبي· صار عيد الوطني خدّام الاحتلال· ولكن وكما يقولون الدم ما بيصير مي والظفر ما بطلع من الجلد، وهكذا بعد أقل من شهرين انضم عيد لحزب الواوية وحمل البطاقة الحمراء بالسر إلى أن فسد عليه أولاد الحرام فرماه الجيش بلا تأخير ولا تعويض·
 
وهكذا اضطرت أمي أن تبلع أحلامها وأن تُكبر عقلها وأن تكتفي ببيت قديم، عبارة عن غرفة واحدة واسعة كبيرة، فشمرت عن يديها وخرجت إلى العمل مصممة أن تصنع أحلامها بيديها·
 
هذه قصة أمي أكثر من كونها قصتي وقصة أبي أكثر منها قصتي وقصة ستي وجارنا وجارتنا وحارتنا ومدرستنا وقصة هذا الوطن الذي وقعت في حبه وقعة لا قيام منها أبداً·

الصفحات