في المجموعة الشعرية "قيام جلوس" للكاتب العراقي حسن النصار، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2002؛ ثمة كلام مركون للحظة التيه، كلمات مرة تتقاذفها الأفواه المشمئزة من سلاسل الذكريات، وحسن النصار يشبك هذه السلاسل فتضيع ملامح المرأة بالأرض، والوطن
أنت هنا
قراءة كتاب قيام جلوس
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
قيام جلوس
الليلة ·· سترحل المدينة التي منحتكِ ثوبها
ماذا ستلبسين ···؟
والبرد يمشي في الطرقات
حاملاً يدي وهي ترتجف
آهٍ ··· هذه الأوجاع أظنها شريفة
مثل ترك البلد
البلد الذي سكنته لم يعد بلدي
المرأة التي أحببتُها لم تعد امرأتي
يا مَنْ تطلين عليّ من أعالي أنوثتكِ
هذا الشوق الذي هو دخان الحبّ يخنقني ···
وأشياؤك ··· كل أشيائك تأخذ حيّزاً أكبرَ من جسدي
حتى مساحة عينيك
يا مَنْ تطلين عليّ من أعالي أنوثتكِ
سأصنع لكِ من جسد الصباح سريراً
وأودعه عند صخرة المساء ···
المساء الذي رسم ظلال وجنتيك
وأباح بسرّ يشبه رائحة أنوثتك ···
المساء الذي اصطحب المطر
استدرج إلى وجنتيك جدول الخديّن ···
يا مَنْ تطلين عليّ من الأعالي
حينما أجدك تلبسين قامة النسائم
أتنفس رائحتك، دون أن تلمسي أصابعي
أو تري معطفي المطري ···