في رواية "واقع مأجور" الصادرة عام 2010 عن المؤسسة العربية لدراسات والنشر- بيروت للكاتب الفلسطيني فؤاد سليمان؛ يبحثُ الكاتب في هذه الرواية أن يبحث عن معنى الصداقة الحقيقية الصادقة بين الناس، يتكلَّ فيها على مقاربة تربوية - نفسية تأخذ منحىً حوارياً بين بطل ال
أنت هنا
قراءة كتاب واقع مأجور
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
قاطعه مسعود قائلاً: يبدو عليك أنّك واع جدًا لنفسك
- نعم، صحيح، كنت دائمًا هكذا· وتعلّم التمثيل جعلني أعي نفسي أكثر
- جيّد جدًا· حسنًا، إذًا، دعني أسألك سؤالاً آخر
- نعم، يا أستاذ
- لا، لا، نادني مسعود
- حسنًا مسعود، كلّي آذان صاغية
نظر مسعود إلى لطفي وتمعّن في عينيه وقال: هل تلقيت الضرب مرّة؟
- عفوًا؟
- هل قام أحد ما بضربك مرّة؟
نظر لطفي إلى مسعود باندهاش وقال: نعم، عندما كنت صغيرًا، تلقيت الضرب بعض الأحيان· تعرف المراهقين وتصرفاتهم
- كيف كان شعورك؟
- كان ذلك مؤلمًا
- لا، أعني كيف كان شعورك؟ قال مسعود ببطء·
- آه، شعرت بالضعف، والأسى، والذل الشديد· شعرت كأنّني حيوان جريح لا حيلة له
- هل شعرت كالخراء؟
تمهّل لطفي للحظة ثم أجاب نعم
- إذًا، قل ذلك
- لقد شعرت كالخراء
- بصوت أعلى قال مسعود بصوت عال·
لطفي، بصوت عال: لقد شعرت كالخراء، يا رجل، كالخراء كالخراء كالخراء
صرخ مسعود شعرتَ كالخراء، أليس كذلك؟ كالخراء الملعون!
عندها ابتسم مسعود ونظر إلى لطفي· تمعّن الواحد في عيني الآخر لأكثر من خمس ثوان، فصار هناك نوع من التفاهم بينهما، وتولّد نوع من الترابط· ربّما لأنّ كليهما شعر الشعور نفسه في الماضي، عندما كانا مراهقين، أو لأنّهما أدركا فجأة أنّ العالم قاس لدرجة أنّه يجعل الصرخة تخرج من حنجرتي شخصين غريبين وقد التفتا إلى لحظة يأس وأسى في حياتهما·