الدر المنثور من تراث أهل البيت والصحابة:
قراءة كتاب الدر المنثور من تراث أهل البيت والصحابة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الدر المنثور من تراث أهل البيت والصحابة
الصفحة رقم: 6
وكان النبي حريصاً على أبي بكر إلى حد أن منعه من مبارزة ابنه يوم بدر وهو فارس، فقال له:(شم سيفك وارجع إلى مكانك، ومتعنا بنفسك)( ). فجعل بقاءه متعة له عليه الصـلاة والسلام وتلك أرقى درجات الخلـة والمحبـة والصحبة المباركــة الـتي كانـت بـين النبي وصاحبه أبي بكر الصديق.
خــلافة أبي بكر الصــديـق
لم تقتصر مناصرة وتأييد أهل البيت لأبي بكر الصديق في الأقوال والمواقف والتعاون في سبيل بناء دولة الإسلام ونشر نوره، وانما كان من ثمار ذلك، وفوقه، أن يصاهر أهل البيت الصحابة وأبناءهم وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدين، فكانوا يتزوجون منهم ويزوجون لهم ويتبادلون ما بينهم التحف والصلات ويجري بينهم من المعاملات ما يجري بين الأقرباء المتحابين والأحباء المتقاربين، وكيف لا؟ وهم أغصان شجرة واحدة وثمرة نخل واحد.
يقول الإمام علي في صحة خلافة أبي بكر في إحدى رسائله إلى معاوية : أنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد. وانما الشورى للمهاجرين والأنصار، فان اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضىً، فان خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة.. ردّوه إلى ما خرج منه، فان أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين، وولاه اللّه ما تولى( ).
ويـروي الطبرسـي عن محمد الباقر قال: لما تــوفى رسول اللّه وورد الكتاب إلى أسامة بن زيد حب رسول اللّه انصرف بمن معه من الجيش، حتى دخل المدينة، فلما رأى اجتماع الخلق على أبي بكر انطلق إلى علي بن أبي طالب فقال وسأله ؛ هل بايعته ؟ فقال علي : نعم( ).
ويؤكد المجتهد الإمامي السيد محمد حسين كاشف الغطاء مبايعة الإمام علي للصديق في كتابه (اصل الشيعة وأصولها) وقد حاول أن يوفق بين منهج الفريقين في النظر إلى الخلافة الراشدة عموماً( ).
وبقي سؤال، قد يطرحه البعض لماذا تأخر علي عن البيعة أياما. يجيب ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، فيقول : ثم قام أبو بكر، فخطب الناس واعتذر إليهم وقال: إن بيعتي كانت فلتة وقى اللّه شرها وخشيت الفتنة، وأيم اللّه، ما حرصت عليها يوماً قط، ولقد قلدت أمراً عظيماً مالي به طاقة ولا يدان ولوددت أن أقوى الناس عليه مكاني، وجعل يعتذر إليهم، فقبل المهاجرون عذره، وقال علي والزبير : ما غضبنا إلا في المشورة وإنا نرى أبا بكر أحق الناس بها، انه لصاحب الغار، وإنا لنعرف له سنّه ولقد أمره رسول اللّه بالصلاة بالناس وهو حي( ).