الديوان الشعري "أرى قوافي قد إينعت" للشاعر والكاتب الراحل إبراهيم الخطيب، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2002، نقرأ منه:
في مهب القصيد
الصمتُ كلامٌ سابق،
الصمتُ كلامٌ لاحقْ،
الصمتُ ضلوعُكَ حين تكونُ جداراً
أنت هنا
قراءة كتاب أرى قوافي قد أينعت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
أرى قوافي قد أينعت
الصفحة رقم: 9
سادن الصمت
أديب عباسي
رحلتَ وما زالتْ حكاياك تُسمعُ
وغبتَ وما زالتْ شموسُكَ تسطعُ
فهل يورقُ القبرُ الذي جفَّ ماؤُهُ
وتُعْشِبُ في الذِّكرى حكايا وأَربُع
وهل ضاقَ بابُ العيش وانْسَدَّ دربُهُ
فشدَّكَ بيتٌ في دجى الأرض أوسعُ
وما ترحاً يا سادنَ الصمتِ إِنَّهُ
بكاء على أيامنا ليس ينفَعُ
وهل يندبُ الأمواتُ حياً بموتهمْ
فأنت الذي يبكي علينا ويُفجعُ
لقد نمْتَ عن ضوضائنا وتركتَنَا
تدورُ الرَحى من فوقِنا وتجعجعُ
فلمَّا رأيتَ الريحَ يابسةَ الصَّدى
وأَنَّ حديثَ الأرض أَحْلى وأمتعُ
كفرتَ بطيفِ صدَّقتْهُ سماؤُهُ
شتاءً وفيهِ غيمةُ الصيف تخدعُ
غريباً كسيفٍ ثلَمَّتهُ حروبُهُ
يساومُ فيه الغِمْدُ والسيفُ يضرعُ
طرقْتَ على بابِ الحياةِ فلم تُجبْ
فرُحتَ لبابِ الموتِ بالموتِ تقرعُ
وليس فِراراً إنَّهُ الموتُ سيدٌ
لهُ كلُ حيٍ في النهايةِ يخضعُ
ورحتَ وراءَ النوم والحلمِ والرُّؤى
إلى عتمة من حُلْكَة القبر تطلعُ
فيا أَيُّها الصبرُ الجميلُ بصمتِهِ