قراءة كتاب العباءة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العباءة

العباءة

في راوية "العباءة"؛ المدينة تغالب نعاسها وتغني ، تستيقظ فيها الحياة صباحاً ، ترقص مع اندفاع السيارات رقصة آلية .، بينما يغط البحر خلف المباني المتراصة مثل تنين نائم .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4
(2)
 
المدينة تغالب نعاسها وتغني، تستيقظ فيها الحياة صباحا، ترقص مع اندفاع السيارات رقصة آلية، بينما يغطُّ البحر خلف المباني المتراصة مثل تنين نائم·وفي العمارة التي استحال بياضها إلى رماد تحركت الشرفات مع حبل الغسيل الممتد على شرفات طوابقها السبعة، تزهر بألوان مختلفة· مازالت الشـرفة في الطابق السـادس تسـتعد للون الزهر الذي تنفضه غيداء بقوة وكأنها تنفض كل ذكرياتها الليلية معه· تعيد عصره، وبعد أن تنتهي من تعريض قماشه الحريري المخرّم لهواء الشـارع الذي بدا اليوم أكثر رشاقة، تبتسم للشارع ثم تعود داخل الشقة·
 
قرب باب دورة المياه ترمي سلة الملابس، وتركض نحو حجرتها مسرعة· تتعثر بالطاولة الزجاجية الملاصقة للجهة اليمنى من حجرتها· تصرخ وهي تمشي· تفرك مكان الألم على فخذها· تدفع الباب وتتجه نحو التسريحة لاهثة، تضع حمرة لامعة فوق شفتيها وبعض أحمر خدود على وجنتيها· تتذكر شيئا فتعود أدراجها باتجاه المطبخ على يسـار الممر المؤدي للخارج· تُطفأ النار عن إبريق الحليب الذي فاض على الفرن وتلـوّن بسرعة بلون بني داكن· تهرول عائدة إلى حجرتها فتسمع أمها تناديها·
 
- نعم يا ماما··
 
(ترد، وهي تحشر جزءها الأسفل بتنورة كتان ضيقة، ثم تخلع قميص النوم القصير بسرعة، تلقيه على السرير وترتدي قميصًا حريرًا) تقول:
 
- نعم·· أنــــــا متأخرة··!
 
تمشي باتجاه حجرة الأم المقابلة لحجرتها في آخر الرواق، تجدها جالسة على سجادتها تتمتم ببعض الآيـات بينما تتحرك السبحة في يدها بسرعة· تقترب من رأسها المغطى بحجاب أبيض طويل يغمر جسـدها كله، وتقبلها على رأسها ثم تمد العجوز يدها المكومة على المسـبحة فتنحني غيداء فوقها لتقبلها وتضعها على جبينها بحركة سـريعة، فتقول الأم:
 
- بارك الله فيك يا ابنتي، لا تنسي أن تشتري خضارًا من عند البقال أبي حسين عندما تعودين، لأنني اليوم متعبة·

الصفحات