أنت هنا

قراءة كتاب ابن عـذراء يقتل أمه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ابن عـذراء يقتل أمه

ابن عـذراء يقتل أمه

رواية "ابن عذراء يقتل أمه" للكاتب د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: أمجد نواس
الصفحة رقم: 9
لأول مرة منذ عرفتها يخطر على بالي دعوتها للعشاء، فقد نصبح أصدقاء.. ولكن ماذا نحن الان؟ أصدقاء، ولكن ليس كالأصدقاء... ماذا تقصد يا مازن؟... أقصد أننا قد نصبح أصدقاء مقربين... أي أحباء... نعم أحباء، تلك هي الكلمة التي أبحث عنها... أحباء... لماذا لا نصبح أحباء؟!. ولكن ماهو الحب؟... إنه مشاعر وحاجات... وهل أحتاج الحب؟! كل ذلك دار في ذهني وأنا أنظر اليها وهي تقرأ.
 
لا أعرف إن كانت هناك مشاعر لديها نحوي... ولا أعرف، أيضاً إن كان لدي مشاعر نحوها... والإختبار هو الدعوة للعشاء... سأدعوها غداً... فقد تصبح شريكة حياتي واتزوجها، فأنا لا أحب زواج مجتمعاتنا التي تتم عن طريق الأم والاخت و الخالة... أريد أن أختار بنفسي شريكة حياتي.
 
إنه التوقيت المناسب للاختيار ... فأنا مقبل على الدراسة الجامعية وهذا يسمح لي بدراستها من أجل الزواج عندما أكون جاهزاً... سأختار بنفسي ... و اعتقد اني سوف اختارها... يكفي التقارب الثقافي بيننا... أنا اشعر أن هذه العلاقة ستكون ناجحة والتأقلم سيكون أسهل.
 
آويت إلى فراشي وقبل أن أخلد للنوم فكرت بأني قد أصبحت ناضجاً ولا داعي للتسرع... ستكون أمامي الفرصة... رغم ان أمي تلمح دوماً علي للزواج من ابنة خالتي "سمية"، وأنا بالكاد اعرفها، ولا أراها سوى مرتين أو ثلاثة في العام.
 
عندما أتزوج ازدهار سأفتخر امام الجميع بأنني بحثت عن جوهر الشخصية... عن جمال العقل والروح ... فالفتاة التي تهتم بالثقافة تحدق بها عيون الشباب اعجاباً وتقديراً.
 
استيقظت في اليوم التالي على صوت المطر... نهضت من فراشي... نظرت من النافذة... يوم ماطر ... إيقاع متناغم رتيب للماء يلاطم الشوارع والأرصفة، كيف سأدعوها للعشاء؟! كان هذا ما يشغل دماغي في ذلك الصباح... هل سيتوقف المطر؟... هل عليّ تحديد موعد مسبق على الهاتف؟... ولكني لا اعرف رقم هاتفها... سأحدد الموعد بعد مغادرة المكتبة، ولكن هل المطلوب مني المبادرة؟! لماذا لا تبـادر هي؟! طبعاً لأننا في مجتمع ذكوري... ستبقى المبادرة بيدي رغم أني لم أبـادر لشيء في حياتي.
 
ذهبت للمكتبة مساءً كعادتي.. كانت تجلس في أحد المقاعد وتقرأ.. لم تنظر اليّ لأنها لا تنتظرني.. تناولت الكتاب الذي كنت قد بدأت بقراءته.. قرأت به الى أن اقترب موعد اغلاق المكتبة.. فخرجنا جميعاً كالعادة.. القيت التحية عليها عندما التقت نظرات كلانا ببعضها البعض فقلت:
 
- مساء الخير.. الجو ماطر في الخارج.
 
- مساء النور.. معي مظلتي.
 
- هل تودين تناول العشاء معي في مطعم؟
 
نظرت إلي بعيون متفاجئـة مما اقول.. ولم تنتظر طويلاً لتقول:
 
- أنا لا اتناول العشاء.. لدي برنامج غذائي خاص.. فواكه فقط على العشاء.
 
أدركت انها لا تكن مشاعر خاصة نحوي.. فلو كان لديها أي مشاعر لقبلت دعوتي للعشاء.. ربما هناك بعض مشاعر، لكن برنامجها الغذائي الخاص يمنعها من تناول العشاء.. وصممت على متابعة مشواري الذي بدأته.
 
-ما رأيك بالغذاء غداً؟
 
-انا اعمل واتناول غذائي خلال العمل..
 
لم يبق أمام اصراري الا الإفطار... ويوم الجمعة.. ثم قررت بعد تفكير تناسي المشروع والإنسحاب... فقلت لها فوراً:
 
- ماذا قرأت اليوم؟
 
-بدأت اليوم في الفلسفة... "الأمير لميكيافيلي".. يبدو أنه كتاب جيد.
 
لم اعرف الكتاب ولم أرد أن أتشعب في الموضوع عنه، فخطتي هي، وليس الامير.. يبدو أن المشروع فاشل... فقلت:
 
- المعذرة سوف أذهب الى السوق. الى اللقاء..
 
ودعتها وغادرت معلنـاً فشلي في محاولتي الأولى وأعلنت استسلامي... وذهبت في حال سبيلي. عرفت من هذه التجربة أن هناك عناصر ضرورية لنجاح مثل هذه الخطوة.. المشاعر.. الأحاسيس.. الإنسجام.. التفاهم.. الجاذبية.. القطبان.. وكلها كانت مفقودة..
 
أدركت اليوم أنه لا يجب أن تحب أحداً لا يحبك...

الصفحات