رواية "سيدة الملكوت"؛ هي نشيد طويل طويل منحاز دون مواربة إلى أنوثة العالم في أجواء متداخلة وحافلة بالسحر والغموض تنساب قصة حب وصراع الكائنين الفانيين / الأبديين..
أنت هنا
قراءة كتاب سيدة الملكوت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
لا مكان
ها أنا مرة أخرى بين السماء والأرض، مرة أخرى أحلّق وحيداً في هاوية أفق مفتوح على عذاب تساؤلاتي·· الشمس بدأت تميل للغروب / هكذا أراها من نافذة الطائرة· غروب ساحر لكنه مخيف· يا إلهي· لقد أصبح الأمر حقيقة· لم يعد لعبة وقوف أمام نهر السين وظنّ أنه الفرات لمعاناة تجربة غياب العالم وتجلّي الداخل عارياً مثل وحش لاتخاذ قرار أمام لا خيار منفلت عن أي عقل·· لقد أصبح الأمر حقيقة، وها أنا مرة أخرى بين السماء والأرض أمام أفق مفتوح على هاوية اللامكان·
الطائرة تخرج بي من حدود باريس لتدخل آفاق عالم مجهول· يا إلهي· كم هذا مخيف· من منفى إلى منفى!!·
أنظر إلى الأسفل لأرى الأرض في ظلال هذا الغروب ولكن لا مكان· هاوية فقط· فم مفتوح فقط لابتلاعي· أحاول التراجع· أحاول إزاحة عيني عن فم الهاوية ولكن لا مفر· الهاوية فم جميل هائل الاتساع ويدعوني· الهاوية فم جذاب ولا مهرب من السقوط فيه··
أتخلى عن المقاومة· أسلم قياد نفسي لهذا اللاشيء الساحر والجذاب المفتوح·
يصمت هدير الطائرة· تتحرك الغيمات البرتقالية أمامي ببطء· أفقد وزن جسدي وأنسلخ شيئاً فشيئاً عنه عبر النافذة· أحلّق في المدى البرتقالي الطليق· وحيداً أحلق في هاوية ارتحالي·
أعتدل مرة أخرى في مقعدي· أنظر إلى السائحة الفنلندية في الصف القريب على يساري· أحس دون ريبة أنها تنظر إلي· أبتسم لها مطمئناً·· (كل شيء سيكون على ما يرام مثلما قلت لكِ في المطار، لن تسقط طائرة أنا فيها، وستهبطين في لارنكا بين أحضان صديقك بالضبط) تبتسم لي· تضحك وهي تستعيد جنوني في المطار عندما أخبرتها ذلك· لقد كانت خائفة واعتبرت أن تأخير الطائرة فأل سيء، وفكرتْ بإلغاء رحلتها·
- ربما كنت تخافين ركوب الطائرات فقط·
- نعم· لقد هبطت بي طائرة منذ سنتين هبوطاً اضطرارياً وكانت تجربة موت لا تنسى·
- هل سمعت بعائلة (السيد)؟
- لا وما ذلك؟
- أنا أحد أفراد هذه العائلة، واسمي هانيبال السيد·