كتاب "العالم إلى أين؟!" للكاتب أبو عبيدة راتب عبدالرحيم حسن الزغلول، يناقش من خلاله أبو عبيدة التحولات التي من الممكن حسب رأيه أن تطرأ على العالم، ويتساءل من خلاله عن مصير العالم وإلى أين سيؤول بنا..
أنت هنا
قراءة كتاب العالم إلى أين؟!
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
ومن حقوق الأنسان أيضاً ما يحدث في فلسطين. فما يحدث للمستوطنين ومغتصبي الأرض الفلسطينية من عمليات استشهادية يقوم بها الضعفاء دفاعاً عن أرضهم وعرضهم ومقدساتهم وحقوقهم وكرامتهم ينافي حقوق الأنسان، وذلك لأن من حقوق الأنسان (القوي طبعاً) أن يسلب ويغتصب ويجرف ويقتل ويحرق وبعد ذلك كله ينعم بالأمن والأمان والرفاهية ويجب أن لا يكدر صفو حياته شيء، وإذا أقدم خصمه الضعيف على أي فعل يدافع فيه عن نفسه وأرضه وعرضه فإن ذلك يعد ارهاباً ويجب أن يعاقب فاعله على ذلك، وإذا كان فاعله قد أصبح في ذمة الله فيجب أن يعاقب ذووه من بعده وأن يهدم المنزل على رؤوسهم وأن يطاردوا ويعتقلوا ويزج بهم في المعتقلات الإسرائيلية.
أيضاً من حقوق الأنسان أن تمتلك إسرائيل وحدها الأسلحة النووية والجرثومية والكيماوية دون حسيب أو رقيب بل ويجب أن يقف إلى جانبها بقية الأقوياء لمؤازرتها واستخدام الفيتو ضد أي قرار يضر بمصلحتها ويجب أيضاً تزويدها بالعتاد والمال دعماً مادياً وسياسياً وذلك لضمان بقائها ولاستمرار برامجها النووية الوحيدة في الشرق الأوسط ولا يحق للضعفاء أن يتساءلوا حتى عن السبب في ذلك لأن ذلك هو أحد حقوق الأنسان القوي الذي يجب أن يبقى قوياً ومسيطراً على غيره من الضعفاء الذين لا حقوق لهم أبداً.
أيضاً من حقوق الأنسان أنه يحظر على إيران بناء مفاعل نووي من أجل الأغراض السلمية وتوليد الطاقة وذلك لأن المفاعلات النووية من أجل الأغراض السلمية ليست من حقوق الأنسان، وذلك لأنها تشكل خطراً جسيماً على العالم أجمع. كثيرة هي حقوق الأنسان في هذا الزمان بل تكاد أن لا تعد ولا تحصى، ذلك لأن للقوي والمسيطر الحق في كل شيء يريده أما الضعيف فلا حقوق له أبداً.
وبعد هذه النبذة السريعة عن حاضر حقوق الأنسان سأنتقل إلى الحديث وباختصار عن العراق ماضياُ وحاضراً ومستقبلاً وأبدأ بالحديث عن النظرة النبوية لأرض العراق، فقد أخبر رسول الله أن أرض العراق هي أرض فتنة ومنها تقبل الفتنة.
(عن بن عمر رضي الله عنه أنه سمع النبي وهو مستقبل المشرق يقول: "ألا
إن الفتنة من حيث يطلع قرن الشيطان" ( ). وعن بن عمر أنه سمع رسول
الله يقول: "ألا إن الفتنة هاهنا ألا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان" ( ). وعنه أنه قال خرج رسول الله من بيت عائشة فقال: " رأس الكفر من هاهنا من حيث يطلع قرن الشيطان " ( )يعني المشرق. وبالفعل فقد كان ذلك كما أخبر به رسول الله فقد ابتدأت الفتنة في المسلمين من بني أمية بعد خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان إشتعال نار الفتنة في وقعة الجمل ثم في وقعة صفين ثم ظهر الخوارج الذين أخبر عنهم رسول الله أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وهذه كلها كانت في أرض نجد والعراق كما أخبر بذلك الصادق المصدوق . عن عبد الله بن زياد الأسدي رضي الله عنه قال (لما سار طلحه والزبير وعائشة إلى البصرة بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي إلى الكوفة يستنفران الناس فصعد الحسن فوق المنبر في أعلاه وقام عمار أسفل من الحسن فاجتمعا فسمعت عماراً يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة ووالله إنها لزوجة نبيكم في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها ليعلم إياه تطيعون أم هي)( ).
هذا الحديث يصف خروج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومعها طلحة والزبير إلى البصرة لقتال علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين. فبعد أن استشهد عثمان رضي الله عنه تولى إمارة المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقام بعزل بني أمية ممن ولاهم عثمان عملاً برغبة المسلمين في أقطار الإمارة فغضب بنو أمية لذلك وأشاعوا في الناس أن قاتل عثمان هو علي رضي الله عنهما (أي أنه تراخى في نصرته) وألبوا عليه بعض الصحابه فانضم إليهم طلحة والزبير بعد مبايعتهما علياً. وخطبت عائشة بمكة وحضت الناس على الأخذ بدم عثمان فاجتمع أهل مكة والمدينة وما حولها ثلاثة آلاف مقاتل وساروا إلى البصرة لاستنفار الناس وعلى رأسهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وكانت على جمل اسمه عسكر فساروا حتى نزلوا بمياه بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: الحوأب فقالت: إن النبي قال لنا ذات يوم كيف بإحداكن ينبح عليها كلاب الحوأب، وفي رواية أيتكن صاحبة الجمل الأديب تخرج حتى تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها قتلى كثيرة وتنجو بعدما كادت، أي تهلك.


