أنت هنا

قراءة كتاب العالم إلى أين؟!

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العالم إلى أين؟!

العالم إلى أين؟!

كتاب "العالم إلى أين؟!" للكاتب أبو عبيدة راتب عبدالرحيم حسن الزغلول، يناقش من خلاله أبو عبيدة التحولات التي من الممكن حسب رأيه أن تطرأ على العالم، ويتساءل من خلاله عن مصير العالم وإلى أين سيؤول بنا..

تقييمك:
4.75
Average: 4.8 (4 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9
يا أحبتي: اصبروا على هذا الظلم والطغيان فقد أوشك بعون الله تعالى وقوته أن يزول لأن الله تعالى لا يرضى بالظلم، فلا بد من زوال الظلم وهلاك أهله ولو بعد حين، فتلك هي سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه. تلك السنة هي إهلاك الظالمين ومحو آثارهم. قال تعالى: (ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ) يونس 39. وقال تعالى: (ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) [إبراهيم:13]. وقال تعالى مخبراً عن فرعون وجنوده: (ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [القصص:40]. هذا هو عهد الله سبحانه وتعالى ووعده ووعيده وسنته في كونه، فلا بد لكل أمة تطغى وتظلم وتتجاوز حدودها من عقاب، وذلك العقاب هو الهلاك والدمار، وقد ضرب الله سبحانه وتعالى لنا أمثالاً كثيرة في كتابه الكريم وقصصه العظيمة عن فرعون وقومه، وقوم لوط، وقوم عاد، وقوم ثمود، وغيرهم الكثير.
وهذا ما نرجوا من الله سبحانه وتعالى أن يجعله عاقبة لتلك الدولة بعد أن ظلمت وطغت وتكبرت وتجبرت، وظنت بنفسها الظنون كما ظن قوم عاد بأنفسهم وقالوا مثل قولهم. قال تعالى: (ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ) [فُصِّلت:15]. لقد كان ذلك شأن عادٍ في الماضي، وكذلك هو شأن أمريكا في الوقت الحاضر.
فقد طغت واستكبرت وظنت أنه لا يوجد من هو أشد منها قوة، ونسيت قوة العلي القدير سبحانه وتعالى وتطاولت على الله وتجاوزت بظلمها كل حدود المنطق والمعقول، ولم تكتفى بالتكبر وحسب بل وصلت بالظلم إلى حد التطفيف والكيل بمكيالين، فهي تكيل لنفسها ولإسرائيل ولمن شاءت بمكيال، وتكيل للعرب والمسلمين بمكيال آخر، وهذا الأمر وحده كفيل بأن يجلب عليها الويل والثبور والدمار. قال تعال: (ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ) [المطفِّفين: 1- 4 ]. هذه الصفة وهي التطفيف أصبحت سمة بارزة لتلك الدولة الظالمة، حيث أن سفكها لدماء المسلمين وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، واستباحة أعراض المسلمين وسفكها لدمائهم فيما تشنه من حروب ظالمة باغية بحجة مكافحة الإرهاب، ونشر الديمقراطية وتحرير الشعوب، يعتبر من وجهة نظرها نشراً لقيم التحضر، بينما تعتبر دفاع المسلمين عن دينهم وأرضهم وعرضهم إرهاباًّ!
فأي ظلمٍ وأي تطفيفٍ أكبر من هذا ؟!!!.
أيضاً لم تكتفى تلك الدولة بظلمها لغيرها من الأمم، بل إنها ظلمت نفسها كذلك. وذلك بتطاولها على الله سبحانه وتعالى وذلك بمحاولتها البائسة بمحاربة الله سبحانه وتعالى وتغيير نهجه وتبديل كلامه وإطفاء نوره، وذلك بما أقدموا عليه في هذا الزمن بمحاولة تبديل كتاب الله سبحانه وتعالى وأن يحلوا مكانه ما يزعمون زوراً وبهتاناً أنه (الفرقان الحق) وهو ما تريد تلك الدولة الظالمة الطاغية أن تحله مكان القرآن الكريم. هم يدعون زرواً وبهتاناً أنه الفرقان الحق، ونحن نرد عليهم ادعائهم ذلك ونسميه ( كتاب الكذاب مسيلمة الجديد) وهو كتاب يدَّعون كما قرأت أنه يحمل سبعاً وسبعين سورة، ونقول بل سبعاً وسبعين كذبة.
أما بعض مسمياتها فهي: ( سورة المسيح)، ( سورة الصَّلب)، (سورة الزنى)، ( سورة السلام )، ( سورة الجزية)، ( سورة الحواريون)، ( سورة الروح)، ( سورة الزواج)... الخ. من المسميات لما يحويه الكتاب الأمريكي الجديد. قال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ) [التوبة:32]
وقال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ) [الكهف:5] وصدق رسول الله  إذ يقول: "لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله"( ).
اللهم اجعل هذا آخر الكذابين المتطاولين على كتابك ومنهجك وسنة رسولك وأرنا سنتك في إهلاك الظالمين يارب العالمين.
إن الناظر إلى العالم سوف يجد أن الظلم قد انتشر واستفحل ضد الضعفاء والمضطهدين في الأرض وانتشر في ربوع العالم وانقلبت الحقائق رأساً على عقب. وإن الله سبحانه وتعالى ليغضب في عليائه لما يقع من ظلم على عباده لأنه كما قال رسول الله  في ما يرويه عن ربه "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا "( ). ولكن الله سبحانه وتعالى لا يعجل لعجلة أحد ولكنه سبحانه وتعالى كما أخبر بذلك رسول الله  " إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ  (ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ) ) ( . وها نحن مقبلون على شهر الرحمة والغفران الذي نسأل الله تعالى أن يجعل فيه لهذه الأمة مما هي فيه فرجاً ومخرجاً. لقد بلغ السيل الزبى وضاقت النفوس ذرعاً بما يحل بأمة الإسلام التي قال عنها رب العزة سبحانه وتعالى بأنها خير أمة أخرجت للناس، وهي كذلك، ولكن أهل الظلم نعتوها بالإرهاب وهي منه براء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام ومع ذلك فإنني أرى البشائر بإذن الله سبحانه تعالى قد بدأت تلوح في الأفق وسوف تتحقق في القريب إن شاء الله تعالى بشرى رسول الله  في فتح البيت الأبيض التي بشر بها رسول الله  قبل ما يزيد على أربعة عشر قرناً واليكم البشرى عن رسول الله ، قال: " لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثني عشر خليفة. كلهم من قريش " يقول جابر بن سمره وهو راوي الحديث عن رسول الله  : وسمعته يقول: " عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض. بيت كسرى. أو آل كسرى ". وسمعته يقول: " إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم ". وسمعته يقول: " إذا أعطى الله أحدكم خيراً فليبدأ بنفسه وأهل بيته " وسمعته يقول: " أنا الفرط على الحوض" ( ). اللهم فرج عن هذه الأمة فرجاً عاجلاً قريباً يا أرحم الراحمين... آمين، آمين، آمين.

الصفحات