الكتاب من القطع الصغير ويقع في 100 صفحة؛ قال المؤلف في التعريف بالكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الموت بوابة الخلود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

الموت بوابة الخلود
الصفحة رقم: 7
في هذا الأسلوب من الوعظ إغفال أمر مهم هو أن الله تعالى قد جعل الإنسان مظهر أسمائه الحسنى في أبهى صورها وأجلاها.
وأن هذا الإنسان بالنفخة الربانية المكرمة له صار كائنا فاعلا في الوجود لا منفعلا متأثرا فحسب،
وأن الله سبحانه قد سخّر ما في السماوات وما في الأرض لخدمته ولتوفير متطلبات الحياة له في هذه الأرض، لتتجلى على يديه وبما يكون منه آيات الله تعالى،
وليدرك من هذه الآيات ما ينكشف له في عصره، وفي النظر في توالي العصور ومنجزات الإنسان حيث ندرك عظمة الخالق وحكمته ورحمته.
أقول: إن هذا المنهج الذي قد كان من قبل نتيجة فهم جزئي للدين والحياة وخلق الإنسان،
وكان ردة فعل أحيانا على انجراف المجتمع نحو الدنيوية التي تتغلب فيها الغفلة على القلوب، والرضا بالحياة الدنيا والاطمئنان إليها؛ مما يؤدي إلى الميل نحو الجهة الأخرى في ما عرف بظاهرة الزهد التي يتخلى الإنسان فيها عن الدنيا ومظاهرها، وامتدت هذه الظاهرة عبر التاريخ فتجلت أحيانا في التصوف السلبي الذي تحول فيه الذكر إلى مهنة تقام لها الزوايا، ويأوي إليها من يتجردون للذكر، والأوقاف مرصودة لهم، والأرزاق دارة عليهم، وهم يحسبون أنهم على المنهج الرشيد بانقطاعهم للذكر، وينسون أن المطلوب من المسلم أن يذكر الله تعالى على كل حال في السوق والحقل والمصنع والمستشفى والمدرسة.
والمطلوب من المسلم ألا يتعلق قلبه بالدنيا ولو ملك منها الملايين، فذلك يكون في يده لا في قلبه.
وقد تمثل هذا التكامل والنظرة الشاملة إلى الحياة والإنسان في شخص الرسول الكريم عليه وآله الصلاة والسلام، وفي جيل الصحابة، رضي الله عنهم، الذين فتحت الدنيا عليهم بعد الفتوح، فكانوا نماذج خيرة في التعامل مع الدنيا وزينتها.
إن من المهم لضبط النظرة للموت وتصوره تصورا صحيحا أن يكون واضحا في ذهن الإنسان جواب عن سؤال: لماذا خلقني الله تعالى؟
وما الذي يتجلى من خلالي وفيّ من الأسماء الحسنى؟