قراءة كتاب تحت سماء الكلاب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تحت سماء الكلاب

تحت سماء الكلاب

رواية "تحت سماء الكلاب"؛ إنها عمل أدبي مميز يسرد فيه صلاح صلاح حكايات الألم العراقي وتغلغل المخابرات الإسرائيلية في الأحزاب العراقية وشمال العراق.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 7
 قلنا إننا لا نريد النزول إلى الملاجئ، لكن المندوب اصر على نزولنا، أنتم ضيوف والثورة تريد حفظ سلامة أصدقائها· أقنعنا المندوب، فنزلنا إلى الملجأ· في طريق النزول إلى الملجأ ذكر لنا المندوب أن من المحتمل أن يبدأ الهجوم الاسرائيلي خلال الساعات القادمة وربما غدا أو بعد غد· من المحتمل أن يكون الهجوم من جهة الساحل، لذا فقد انتشر أشبال الثورة بقاذفات الآربي جي على طول الساحل الرملي الرائع· في الليل ومن الشرفة بإمكانك رؤية قوارب الصيادين وهي تترنح بفوانيسها الزيتية على صفحة الماء· في الملجأ كان يحرسنا أشبال الثورة أيضا، أسود فلسطينية صغيرة لكنها شرسة جدا في القتال وفي مصارعة الحياة· أحد الاشبال كان أقصر كثيرا من قاذفة الآربي جي وأطول قليلا من بندقية الكلاشنكوف· في الملجأ كنا ندخن سجائر الونستون والمارلبورو بنهم كبير، أما الحرب فقد بدأت في الجنوب· كانت التقارير تصلنا باستمرار وكنا على اطلاع بكل مايجري على الأرض· في بيروت لم أكن أشعر بالضياع، كانت هناك حالة غريبة من الانتماء، الانتماء إلى المكان، الانتماء إلى المجتمع، الانتماء لهؤلاء الأشبال الذين يحملون حياتي على موتهم· الإحساس بالانتماء إحساس عميق يتولد من مجموعة الأشياء المرئية والمتخفية خلف كلمات، أغان، مواويل· تبرعم حاصل في الروح، تراه أنت فيما لا يراه غيرك· أي الأشياء تضيع في زحمة التذكر، حادثة بيروت كانت راسخة جدا، الملجأ وكلمات مندوب الجريدة ودخان سجائرنا التي كانت تعبئ المكان· في زحمة الاضطراب وفي زحمة انتظار الصهيوني القادم، يأتي من يطمئن عليك· الإحساس بالانتماء يزداد بالقدر الذي تشعر أنك موضع اهتمام الآخرين ورعايتهم·
 
انتهت عملية المونتاج واطلعنا على آخر اللمسات، بعد ذلك غادرنا دون أن ينطق الآخرون بأية إشارة إلى القادم والكامن خلف تلال أربيل· في الطريق، وفيما نحن في سيارة الجريدة، أوقفتنا مفارز للتدقيق في هوياتنا· كان الابتئاس كبيرا ومدويا، ثمة وحشة كبيرة تحيط بنا، أو تحيط بي من كل الجهات، العمى كان صفة تلاحقني، تتلبسني، برد أربيل اللذيذ والخدر لم يكن ليوقظني من السبات الذي أغرق فيه، إنه سبات الاطمئنان الموحش، الاطمئنان المفتعل، فيما الخوف من المجهول هو الصفة الأكثر إشهارا وعلانية· أصدقائي الأكراد لم يكونوا يتحدثون بأي شيء، لم يكونوا ينظرون إلى الآتي بنظرة سوداوية مثلما أتحسسه أنا، ربما كان هذا صفة تلاصق وتلاحق الكردي أينما حل وأينما ارتحل، المستقبل بالنسبة للكردي هو الحاضر فقط والارتهان إلى قوته التي يتخيلها أسطورية، حدث هذا حينما تحالف الملا مصطفى البرزاني مع الشاه، لكنه انهار

الصفحات