أنت هنا
قراءة كتاب المسؤولية الجنائية لمرتكبي جرائم الحرب في الفقه الإسلامي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
المسؤولية الجنائية لمرتكبي جرائم الحرب في الفقه الإسلامي
الصفحة رقم: 1
المقدمة
الحمد لله "الذي خلق فسوى وقدر فهدى" ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين, ونبي الرحمة المهداة, ومبشر المؤمنين, منقذ البشرية من الضياع إلى سعادة الدارين, أما بعد:
فإن المسؤولية مرتبطة بحياة الإنسان التكليفية كونه خليفة لله في الأرض, وأنعم عليه الله عز وجل بالعقل ليوظِف القدرة والإرادة والاختيار , وعلى ذلك كان التكليف لقوله تعالى :
( ).
فترتبت عليه المسؤولية الجنائية والعقوبة لمن جاء بالفعل المخالف لما كلف به وتحمل نتائج الأفعال المحرمة كالقتل أو الضرب أو السرقة أو غير ذلك .
ومن هذه الأفعال التي نحن بصدد دراستها وموضوع البحث المخالفات التي تقع أثناء الحروب المخالفة للقواعد والقوانين الدولية في الفقه الإسلامي الواجب إتباعها أثناء الحروب، كقتل المدنيين وتعذيب الأسرى وتدمير المباني وغيرها، ويسمى مرتكب هذه الجرائم بمجرم الحرب.
لذلك نجد أنه من الضرورة أن نبحث عن الظروف الشخصية لمرتكبي جرائم الحرب أثناء الحرب والتي تتعلق بمسؤوليتهم الجنائية أو موانعها وكيفية معالجة الإسلام لموضوع المسؤولية الجنائية لمرتكبي جرائم الحرب .
كما عرفنا أن الإسلام نظام شامل متكامل, جاء لتنظيم كافة أنواع السلوك الإنساني, فنظم علاقة الفرد بالفرد, وعلاقة الدولة الإسلامية بالدول الأخرى, ونظم الإسلام أمور الحرب وقواعد جرائم الحرب التي تترتب عليها المسؤولية .
كما نظَم الإسلام العلاقات الدولية العامة في الحرب تنظيما دقيقا مثاليا, وبُحث هذا الموضوع في الفقه الإسلامي في باب " الجهاد" حيث بُين فيه سلوك, وآداب وأخلاقيات الحرب , بهدف حماية الإنسانية كحماية حقوق الإنسانية, وحماية الأموال والأملاك وحماية الأخلاق ومحاربة الفساد , كما قال رسول الله : "ولا تقتلوا وليدا طفلا ولا امرأة ولا شيخا كبيرا ولا تغورن عينا ولا تعقرن شجرة إلا شجرا يمنعكم قتالا أو يحجز بينكم وبين المشركين ولا تمثلوا بآدمي ولا بهيمة ولا تغدروا ولا تغلوا" ( ). هذا الحديث جسد المبادئ الأساسية لقوانين و نظم الحرب في الإسلام, حيث ظهرت لنا فكرة مجرم الحرب التي تقوم على أساس ارتكاب الشخص لجريمة بحق المدنيين العزل الذين لا حول لهم ولا قوة, فمن سياق هذه الفكرة ظهر السؤال عن حال الأشخاص الذين يرتكبون جرائم الحرب وعن مسؤولياتهم .