قراءة كتاب صائب والبلاد المقدسة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
صائب والبلاد المقدسة

صائب والبلاد المقدسة

في رواية "صائب والبلاد المقدسة" يخلص نص سليمان لمكان محدد ( مدينته حيفا التي يعيش ويبدع فيها ) ويقفز نحو زمان مجرد مسوّر بنزعة أبوكالبتية داخل حقل خصب من الميتافيزيقيا.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
الفصل الأول
 
نظرت بحذر من فتحة شباك صغيرة في غرفتي المعتمة· كنت خائفاً من جذب الانتباه رغم أنني تعوّدت على مثل هذا الخوف الدائم، الذي لم يعد يزعجني، أو حتى يقلقني· كان باستطاعتي أن أسمع أصواتاً لإطلاق نار من عمارتين متقابلتين· ثمّة شخصان كانا يطلقان النار بعضهما على بعض· أحدهما كان يستخدم رشّاشاً والآخر بندقيّة· ثمّ سمعت صوتاً كالهدير، لكنّي لم أقدر أن أميّز ما إذا كان هذا صوت آليّة عسكرية متوجّهة نحو عمارتنا، أو لربّما أنّ أنطون كان يستعمل خلاطة الطعام كما كان يفعل عادةً· من بعيد بانت دبّابة· كانت تهدر وهي تسير على الطريق· راقبتُ الدبّابة حتى اختفت عن الأنظار· وبينما كنت أراقبها، سمعت امرأة عجوزاً تصرخ على كلبها في قاع الدرج· “إنك لا تصلح لشيء”، صاحت· “أنت بندوق قبيح”
فتح أنطون الباب فولج ضوء النهار إلى داخل الغرفة، ثمّ دخل ببطء، وهو ينادي: “يا صائب”
- “أهلاً أنطون، لم أكن أعلم أنّك هنا فلم أسمعك تدخل·”
- “لقد وصلت قبل نصف ساعة· كنت في غرفتي· ربّما لم تسمعني أدخل لأنّك كنت تضع سمّاعات المسجّل·”
نظرتُ إلى “الديسكمان” الذي كان إلى جانبي، وبشبه ابتسامة قلت: “نعم، صحيح”
جال أنطون الغرفة في لحظة، ثم توجّه نحوي قائلا: “أين السلاح··· السلاح··· هل حصلت على السلاح؟”
نعم، إنه في الصندوق تحت التلفزيون·
خطا أنطون بهمّة باتّجاه الصندوق وركع على الأرض كما لو كان ينوي الصلاة لأدوات الموت هذه· ومن ثم فتح الصندوق· كانت فيه بندقيتان ومدفع رشّاش ومسدّس·
وقف أنطون والتفت نحوي قائلا: “عظيم، يا رجل!! إذاً فقد تمّت الصفقة بنجاح·”
- “نعم، سارت على خير ما يرام·”
- “أرى أنك قد أحضرت مسدّساً للاريسا كما وعدت·”
قلت: “نعم، يجب أن تكون مسلّحة” وأضفت: “نحن لا نعرف ما قد يحدث·”
- “هل تحدّثت معها في الموضوع؟”
- أجبت: “لا، ولكنني غداً سأفعل· يجب أن يكون معها شيء ما تدافع به عن نفسها·”
- “نعم يا صاحبي، ولكنك تعرفها· إنّها ملاك· لن توافق أبداً على حمل سلاح·”
بقينا صامتين لبعض الوقت، ثمّ قلت: “سوف أحدّثها بلغة المنطق·”
قهقه أنطون ونظرنا الواحد إلى الآخر عدّة ثوانٍ· حاولتُ أن أخمّن مزاجه في تلك اللحظة· وفكّرت في نفسي: “لا أعتقد أنه يستطيع أن يعرف أنني كنتُ سكرانَ بعض الشيء·”
قال أنطون وقد اتّسعت عيناه: “إذاً، البنادق الرشاشة لك ولنديم·”

الصفحات