أنت هنا

قراءة كتاب التاريخ السري لفارس الغبار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التاريخ السري لفارس الغبار

التاريخ السري لفارس الغبار

أنا يا قارئي رجلٌ من بلاد الله . منَ الشَّعبِ المطحون من الليلِ إلى الليل، ومن القيصرِ إلى القيصر، ومن الوهمِ إلى الوهم. اتخذتُ الحرفَ المقدّسَ حباً  أبدياً وسراجاً منيراً،  يُضيءُ  ظُلمةَ ليلي، وأهتدي به في وحشةِ دربي، وأُدفئ به قلبي .

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
سيد الماء والنار
 
أنا لا أكتبُ قصائدَ أخيرةً، كل القصائدِ التي أكتبها هي بدايةٌ فقط، ودائماً هناك قصيدةٌ لم أقُلها، وقصيدةٌ أخرى أريدُ أن أقولها، وقصيدة أبدية لن أقولها أبداً.
 
يسائلني من أكون رجالٌ، وما يعلمون حدود اقتداري
 
وإنّي، وإن يعرف الناس قدري، أحاول أن لا أطيل افتخاري
 
** *
 
أنا: سيّدُ الماءِ والنّارِ، يا سادةَ الأرضِ، والشِّعرُ مائي وناري
 
جَمعتُهما، ثورةً لا تَقرُّ على ممكنٍ، أو تُرى في قرارِ
 
وأطلقتُ حلْمي، إلى حافّةِ الكَوْنِ، يصطادُ نجماً بِكُلِّ مدارِ
 
على الحرفِ عرشي، وبين يديَّ احتدامُ السُكونِ، وصَمْتُ الدُّوارِ
 
وفوق اَلمداراتِ داري؛ إذا شئتُ أن لا تكونَ المداراتُ داري
 
***
 
أنا المستنيرُ، على صهوة النّور لاحتْ حروفي، كضوء المنارِ
 
تراقصْنَ في خاطري، مثْلَ ضوْءِ القناديلِ يرتاحُ فوقَ المزارِ
 
فيخْضَرُّ منْ شَجْوِها ألفُ عودٍ، رمتهُ بدربِ الشِّمالِ الصَّحاري
 
تخلَّلهُ البردُ في وَحشَة اللَّيل، فاشْتاقَ مُرتعِشاً للنَّهار
 
***
 
مقيمٌ بحاضرةِ العشقِ أصْنَعُ خمري، وأسقي بكلِّ الدِّيارِ
 
معتقةً أحدثت في غصون عجاف ..ثمارا، كخير الثمار
 
حضوري، كصوت الورود المقيمات عُرساً، وبالساكتين احتضاري
 
وأُغْنيَتي جنَّةٌ، أَطْلقتْ عِطْرها ينْشرُ الطيبَ فَوْقَ البراري
 
وَممْلكتي تبْتدي بحدودِ المحال، ولا تنتهي في مسارِ
 
إليها العيون تسابقن، في كل مستبق محكم كسوار
 
فلا شيء يمنعها أن تنال السماء وتحظى بحسن الجوار
 
وإنّي، وإنْ كنت أعرف ما أحدَثتْ، أحمل البشر عن كل سار

الصفحات