أنت هنا

قراءة كتاب الرجال والرفض

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الرجال والرفض

الرجال والرفض

هذه الرواية يعتبرها الإيطاليون "رواية المقاومة الإيطالية": المقاومة التي عرفتها أوروبا إبّان الحرب العالمية الثانية، والتي كانت كلها مقاومة للطغيان النازي – الفاشيستي، وكانت من السرية والتنظيم، ومن الإيمان بالوطن، والتضحية الصامتة بالروح والدم، العنف المباغ

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
 
 
كلمة المترجم
 
هذه الرواية يعتبرها الإيطاليون "رواية المقاومة الإيطالية": المقاومة التي عرفتها أوروبا إبّان الحرب العالمية الثانية، والتي كانت كلها مقاومة للطغيان النازي – الفاشيستي، وكانت من السرية والتنظيم، ومن الإيمان بالوطن، والتضحية الصامتة بالروح والدم، العنف المباغت، بحيث اكتسبت أعمق الاحترام والحب من جميع أهل الغرب، وأصبحت لديهم تاريخاً مقدسا، يحنون له الرؤوس بخشوع وإجلال، ويعلّمونه لأبنائهم جيلاً بعد جيل.
 
من أجل هذا، وللمثال والقدوة، أقدمتُ على ترجمة رواية المقاومة الإيطالية هذه، لصديقي الروائي الإيطالي المرحوم غيليو فيتوريني. وكان فيتوريني قد أهداها إليّ في منتصف نوفمبر 1960، وقرأتها منذ ذلك الحين، وأعجبت بها كثيراً، وعزمت على ترجمتها ولكنّ الأيام ظلّت تصرفني عنها، حتى جاء اليوم أوانها ونحن نتحدث على مقاومة الاحتلال الصهيوني الاستعماري – أو النازي الجديد – فإذا استطاعت هذه الرواية أن تعطي الدرس، وتدلّ على الطريق، فذلك حسبي من الأجر والمكافأة.
 
بعد هذا أودّ الإشارة إلى نقطة مهمة في الرواية:
 
يلاحظ القارئ أن الحوار – والرواية في أغلبها حوار – فيه بساطة غريبة جداً، وتكرار أغرب في العبارة الواحدة، حتى لقد يتلاحق فصلان أو أكثر على تكرار العبارة الواحدة: بصيغة التقرير حيناً، وأحياناً بصيغة الاستفهام.
 
وحين يفكر المرء في سبب هذا التكرار الكثير جداً – وقد يدعو إلى الملل في بعض الأحيان – يرى فيه البساطة المطلقة في نفسية الرجال الذين نذروا أنفسهم للمقاومة تطوعاً واختياراً، لا قسراً وإكراهاً، ولا طمعاً بالراتب والسلطة والمنصب. كما يرى فيه البيئة الفقيرة التي جاء منها أولئك الرجال ليصنعوا البطولات في صمت وتجرّد واختفاء. إنهم فقراء أميون أو شبه أميين لم يغرهم أحد بصنع البطولات، ولكنهم اختاروا هذا السبيل لحاجة الوطن في محنته إلى رجال يعملون بصمت في الخفاء ضد العدوّ المحتل.
 
والواقع أنني لو أردت أن أكتب على سجيّتي، وحسب أسلوبي الأدبي الخاص، لما رضيت أن أكتب الكثير جداً مما ترجمته هنا. ولكنني، وأنا أترجم لكاتب روائي كبير، يقرأه الناس بكثير من الإعجاب في بلده وفي الغرب برمته، تعمّدت، وحرصت الحرص كله، أن يكون أسلوبي الأدبي بسيطاً كل البساطة فهو ليس أسلوبي، في الواقع، بل أسلوب المؤلف الإيطالي نفسه منقولاً إلى العربية. إنني أريد أن أقدم المؤلف الإيطالي بروحه، وفكرته وأسلوبه، وعبارته، بكلمة أخرى: أريد أن يعيش من يقرأ هذه الرواية في ترجمتي العربية لها، لا مع عيسى الناعوري بل مع إيليو فيتوريني نفسه، دون أن يشعر بوجود وسيط بينه وبين المؤلف الإيطالي.
 
فإذا استطعتُ أن أعطي القارئ هذا الشعور، فقد نجحتُ في عمل الترجمة أقصى نجاح يصبو إليه مترجم أمين في ترجمته، حريص على أن ينقل من ينقل عملهم الفني من لغتهم الأصلية إلى لغة جديدة، دون أن يفقدوا شيئاً من جوّهم الأصلي.
 
المترجم: عيسى الناعوري
 
 

الصفحات