رواية "دماء متناثرة" السلسلة الأولى من روايات الخيال؛ حينما يقلق هدوء الليل صوت صفارات الإنذار تدوي بذاك المبنى القديم الذي يعود تاريخه إلى ما يقارب المائة سنة من الآن، وبالرغم من تلك السنوات إلا أنه حافظ على هيئته التي تشبه قصور الأمراء والنبلاء بالعصور ال
أنت هنا
قراءة كتاب دماء متناثرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
البداية
حينما يقلق هدوء الليل صوت صفارات الإنذار تدوي بذاك المبنى القديم الذي يعود تاريخه إلى ما يقارب المائة سنة من الآن، وبالرغم من تلك السنوات إلا أنه حافظ على هيئته التي تشبه قصور الأمراء والنبلاء بالعصور الوسطى، لم يكن ذاك المكان إلا ملجأ أو مدرسة خصصت للأيتام الذين قسا عليهم الزمن بجوره وحرمهم من متعة العيش كالآخرين·
ما هي إلا لحظات قليلة من ذاك الإنذار···
تجمهرت الفتيات بمختلف أعمارهن بملابس النوم و الراهبات اللاتي وهبن أنفسهن لتربيتهن وإنشائهن بالطريقة المثلى ؛ كي يستطعن إكمال حياتهن بنزاهة وصفاء نية··· لقد بث الإنذار الفزع والخوف بقلوبهن، إذ لم يعتدن على هذا الصوت إلا في حالة هرب إحدى اليتامى، فسيطر الهم والقلق بينهن، وتعالت الهمسات بين الجمع···
روسين هربت
إنها كارثة على العالم
لقد أعادت الكرة
لن تستسلم إلا إذا غادرت سجنها
لن تحل الرحمة على العالم إلا بموتها
الحمد الله بأن لا علاقة لنا بها
إنها فتاة بائسة متمردة ضالة
عندئذ···
يتعالى صوت امرأة حاد النبرة يصدر من الميكروفون وقد بدا على الصوت الجد والأسى:
- حاولت جاهدة الحفاظ عليها بسجنها بغرفتها، إلا أنها عزمت هذه المرة على الهرب ولن أمنعها فقد باتت تشكل عبئا ثقيلا علينا··· ثم صمت الصوت قليلا ليعود للحديث··· لقد بلغت سن الثامنة عشر ولها الحق بعيش حياتها بعيدا عن هنا وهذا سيريحنا من الخوف ولعنة العذاب التي وقعت علينا مع نوبات القلق المستمرة التي انتابتنا لحظة دخولها الملجأ··· ثم صمت الصوت مرة أخرى وعاد لينهي حديثه بحزن شديد··· فلتعدن للنوم وتدعـين الرب أن يسلم أرواح العالم من شؤمها·