أنت هنا

قراءة كتاب ظلال عابرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ظلال عابرة

ظلال عابرة

المجموعة القصصية "ظلال عابرة"؛ قدمت إلى حياتي لتنير قناديلها بعد أن انطفأت بفعل ريح الشتاء العاتية، وبيد الحانية أشعلت فواني الأمل بعد أن صدئت، لتبدد عتمة اليأس التي خيّمت على دنياي الكئيبة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
استأذنته بعض الوقت لتغير لباسها وترتدي عباءتها·
 
أغلقت باب منزلها بإحكام وجلست على المقعد الخلفي، وهي لا تعلم إلى أين يقودها صاحب السيارة·
 
وما هو القدر الذي ينتظرها، لم يتضح لها الحال، وسط ذلك الصمت لأنها لم تتعوّد على سؤال الآخرين حتى فيما يخصها·
 
انطلقت السيارة بسرعة تخترق شوارع المدينة المزدحمة والمضاءة، و قوة سرعة السيارة جعل سارة تتحرر من صمتها، وانطلقت كلماتها :
 
لِـمَ السرعة يا بني ؟
 
مهما يكن من أمر ليس هناك ما يدعو لأن يفقد الإنسان حياته من أجله !
 
ثم أردفت قائلة بعد صمت لتتأكد من تأثير ما تقول على الشاب:
 
أنا لست خائفة على نفسي فقد أفل شبابي، وليس هناك من ينتظرني، ولكن أخاف عليك يا بني فأنت في ربيع العمر، والدنيا أمامك، وهناك من ينتظر عودتك·
 
بدون أن يتكلم أشار إلى السائق بأن يهدئ من السرعة·
 
وما لبثت حتى انعطفت السيارة يساراً لتدخل أحد الأحياء الراقية، وقد بدأت مبانيها المشيدة على الطراز الحديث، ووقفت بشموخ الأشجار الباسقة المشذبة المصطفة على جوانب الطريق·
 
وعند أحد الفلل الصغيرة وقفت السيارة وترجل منها الشاب، وأدار المفتاح في بابها الخارجي وما أن انفتح أشار للسيدة بالنزول، وهنا نزلت وهي لا تملك من أمرها شيئاً فقد وجدت نفسها محاطة بهالة من الغموض !
 
تبعته إلى داخل المبنى، فناء محاط بأشجار فارعة وأحواض للأزهار وإضاءة موزعة بشكل بديع·
 
وحينما دلفت إلى الداخل ذهلت بفخامة الأثاث وبأناقة المنزل من الداخل·· وهنا التفتت إلى نفسها وخجلت من ملابسها الرثة، فكيف تأتي إلى هذا المكان بهذا الشكل المتواضع، وكيف تقابل أصحاب المنزل ؟!

الصفحات