أنت هنا

قراءة كتاب ظلال عابرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ظلال عابرة

ظلال عابرة

المجموعة القصصية "ظلال عابرة"؛ قدمت إلى حياتي لتنير قناديلها بعد أن انطفأت بفعل ريح الشتاء العاتية، وبيد الحانية أشعلت فواني الأمل بعد أن صدئت، لتبدد عتمة اليأس التي خيّمت على دنياي الكئيبة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
لغــز امـــرأة
 
الكآبة تغطي مساءات المدينة، والمطر يبلل شوارعها في نهار خبت شمسه، بعد أن لفت الغيوم سماء تلك المدينة المتمددة بقلب الصحراء·
 
فكانت كالعطشان الذي لم يرتوِ منذ أمد بعيد· فغفت بعد أن ارتوت ملتحفة رداء مبلل بالمطر ومطرز بحكايات أزلية تلك التي تنام تحت وسائد سكانها، أقفلوا عليها صناديق ذواتهم وأحكموا أقفالها·
 
في أحد أحياء المدينة الذي يغلب على سكانه الفقر، قطع سكونه صوت سيارة تسير متهادية في شارع ضيق في هذا الحي وتكاد مصابيحها أن تخترق جدرانه، وتشعل الضوء في جنبات عتمته !
 
وما أن وصلت عند أحد المنازل حتى أشار الرجل إلى السائق الذي بجواره أن يقف، وهنا فتح باب السيارة بهدوء، ونزل، ثم وقف بطوله الفارع، وهو لا يكاد يظهر منه شيئاً وقد لف غترته بأحكام حول رأسه، وتلثم بطرفها، وغطى عينيه بنظارة طبية مظللة !
 
وأخذ يطرق الباب بطرف أصابعه طرقات خفيفة مع ضغطة سريعة على جرس الباب كما أعتاد ذلك·
 
وبعينين شبه مغمضتين نهضت سارة مفزعة، وأخذت تتحسس بيدها باحثة عن ساعة المنبه في وسط الظلام الذي أغرق غرفتها المتواضعة، وما أن أمسكت به حتى أنارت المصباح المجاور لسريرها الخشبي القديم الذي ابتاعته من حراج المدينة منذ سنوات·
 
أخذت تمعن النظر في الساعة التي تشير عقاربها إلى الثالثة صباحاً·· وهنا هتفت بفزع:
 
اللهم أجعله خيرا من الذي يطرق بابي في هذا الوقت المتأخر، وأنا الذي يندر أن يأتيني أحد وبيتي لم يعتد على الزائرين إلا ما ندر من المـحـ··· سـ···نـ·· يـ·· ن !!
 
وبعد أن نطقت هذه الكلمة توقفت عندها·· وهنا ابتسمت·· نعم·· إن اليوم يصادف الثلاثين من الشهر، إنه أبو الخير···إنه موعده !!

الصفحات