أنت هنا

قراءة كتاب ع ر ب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ع ر ب

ع ر ب

إن الغرب لا يدرك أبداً أن، في عقرب ساعته الصغيرة، حضارة عربية تأسست في عهد بابل، قسم على إثرها النهار إلى اثنتي عشرة ساعة، والساعة إلى ستين دقيقة، والدقيقة إلى ستين ثانية، وأن هذه الساعة لن تدق أجراسها إلا بالتئام الفكر العربي الواحد، وهو يتحرر من تجمده إلى

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
ومن هنا جاء عنوان الكتاب ( عَ رب )، متدفقا حضارة، تحيا من خلاله عقيدة الخصب عند العرب، التي ظهرت مع الثورة الزراعية، ما بين الألف الثاني عشر، والألف الثامن ق·م·، مقدسة مجموعة من الأسماء، التي كانت تطلق على كبار القوم، أبرزها ( سر، مر، رب ) وكل منها يحمل معنى السيد·
 
وكل اسم من هذه الأسماء اشتق منه أسماء أخرى، تستخدم في حياتنا اليومية·
 
إنني أرفض أن يكون القص نسيجاً فنياً خلاباً، وحديقة غنَّاء، تحفل بألفاظ بديعة، وتشابيه منفردة، وأسلوباً مغايراً، إلا إنه بعيد كل البعد عن منهجية الفكر·
 
يجب أن يتحول القاص إلى مفكر أيضاً، يحمل همَّاً أخلاقياً، وفكرياً، واجتماعياً، ليشكل من خلال هذه الثلاثية، المدهشة الأبعاد، رسالة تحرر المجتمع من قصر النظر، وتصلب الأفكار، وتطرفها، وذلك لأهمية طرح الأفكار على شكل قصة، خروجاً عن قالبها المألوف، محاولة في تحرير الفكر من المباشرة الجامدة، التي قد يعاني منها القارئ، مع محاولة في إيجاد الحلول المقترحة·
 
أحداث يومية وسلوكيات لا تنتهي، نجدُنا أمامها نطرح كثيراً من الأسئلة، أسئلة لا نجد لها إجابة!
 
ولأننا لم نجد لها إجابات، وإن حاولنا، جَرحت قلوبنا وما زلنا نقاوم هذا الجرح·
 
فتشبعت بعض القصص بلون القلب، ولكي تمنحوني عذرا، فسأطرح عليكم بعض الأمثلة، عن تلك الهشاشة التي تسري في شراييننا، لتضخ الدم الميت في القلب باقتدار:
 
-لماذا نريد أن ننجب ذكوراً دون البنات؟
 
ولماذا تحزن الأم قبل الأب عندما تبشر بالأنثى؟
 
ولماذا يعتبر الأب نفسه عاقراً، إن أنجب إناثاً فقط، وكأنه لم ينجب، بل ويتزوج ثانية، وثالثة، ورابعة، وربما يُجري قرعة لطلاق إحداهن، ليتزوج الخامسة، أملاً في إيجاد الحل، على أن لا يبدأ الحل، من عنده مهما كانت الأسباب؟
 
ولماذا إن أرادوا أن يتبنوا طفلاً من أحد الملاجئ، كان ذكراً؟
 
لماذا يحكم على المرأة الزانية بالموت، دون التمحيص والبحث، أو حتى إخضاعها للقوانين الرادعة، وفي كثير من الأحيان، تعتبر المرأة زانية، إن هي أحبت، أو عبرت عن رأيها في موضوع ما، لماذا يجب أن ترضخ دائماً، لماذا عادت مؤوودة؟
 
أما الرجل، فله أن يتمرغ على أسرة الخطيئة دون كلل، وعلى زوجته التزام الصمت، الصمت المقهور، وهي تشم عطوراً أنثوية رخيصة، تلتصق بجسده، فلا قوانين تردعه، ولا حرمة يصونها، ولا حدّ يقام عليه!
 
- لماذا تُوجّه بطاقة الدعوة للمرأة مكتوباً عليها، حَرم السيد فلان، هل وصلنا إلى مرحلة أصبح فيها اسم المرأة عيباً، وليسَ مهمشاً فقط، علماً بأنَّ زوجات الرسول [ عرفن بأسمائهنَّ وأنسابهنَّ، مثل: خديجة بنت خويلد، وعائشة بنت أبي بكر، وصفية بنت حيي بن أخطب، زعيم يهود بني النظير؟

الصفحات