إن الغرب لا يدرك أبداً أن، في عقرب ساعته الصغيرة، حضارة عربية تأسست في عهد بابل، قسم على إثرها النهار إلى اثنتي عشرة ساعة، والساعة إلى ستين دقيقة، والدقيقة إلى ستين ثانية، وأن هذه الساعة لن تدق أجراسها إلا بالتئام الفكر العربي الواحد، وهو يتحرر من تجمده إلى
أنت هنا
قراءة كتاب ع ر ب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
لماذا تدمن المرأة على فكر زوجها ـ وليس كل النساء ـ فتكون السلطة التنفيذية في بيته، متحولة بذلك أغلب النساء إلى أشباه رجال، إلا أن هويتهم لا تمنحهم الاستناد على عكاز؟
ولا تسألني عزيزي القارئ لماذا لن تمنحهم هوية العكاز، الذي مُنح صانعه حق الامتياز، ليستعبد النساء من خلاله·
إنَّ المرأة تمتلك عقلاً ذكياً مبهراً، إلا أنه ليس عقلاً متمرداً بجانب ذكائه في كثير من الأحيان، مؤكدة بذلك إدمانها استعبَاده، وكيف تتحرر من استعباده، وهي ما تزال تجلس فوق ذاك العرش الأعرج، الذي أجلسها فوقه، وهو بمثابة وريد رئيسي، يسري بحيوية في شرايينها·
إنها تريد أن تمارس السلطة ذاتها التي يمارسها الرجل، ممثلة بذلك الوجه الآخر له، لا أن تتحرر منه!
وسيكون حزنها أشد، وهي تشعر بطاقات كامنة، تعيش داخلها، تنمو كغريزة، حتى درجة الانفجار، انفجار بلا دماء، وسيخرج من هذا الانفجار، ملايين الخلايا، التي تحمل الجينات الوراثية نفسها، لتصبح المرأة مجسماً مصنوعاً من قبل الرجل، وليست مخلوقاً متساوياً في الحقوق والواجبات، مكملة بهذا المشوار العقيم·
وعندما تدرك أنَّ كل محاولاتها كانت مجافية للواقع، ولم تخدمها كأنثى، ستتيقن من أنها مخلوق مستعبد، وستشعر بالاستسلام، وأي استسلام، استسلام قهري، لتعود إلى حيث أرادها الرجل، وهو يغط في استبداده الطويل، متكئاً عليها من جديد، فتبرز هذه المعادلة من بين أنقاض أحلامها وتخيلاتها، قائلة لنا بصراحة:
- إن اعتبرنا أنَّ الرجل بمثابة أربعة جدران للمنزل، فهي الباب الموصد، الذي لا ينفرج أبداً، وإن تهدمت الجدران الأربعة، لأنَّ المرأة ستكون تركته، ولكن بلا سلطة، بلا حق، بلا فكر أو وعي، وقد تكون بلا إنسانية، فالعكاز لا يسير إلا فوق طريق، له عينان معصوبتان !
ولهذا كله، فإنّ انغماسها في الظلمات، يعادل مواجهتها لأشعة الشمس المفاجئة، التي ستجبرها على أن تغمض عينيها طويلاً، مغرقة ذاتها في الظلمات مرة أخرى، فكلاهما تحجب العقل، إن لم تجد من يساعدها في الخروج اللبق، ولندرك بالتالي، أن تفاعلنا مع الآخرين، لا يعني أبداً أن نتنازل عن بصمتنا·